كتاب من أعلام أهل السنة والجماعة عبد الله بن المبارك

أما نحن اليوم فأحسننا حالاً الذين يعكسون هذا المبدأ، أي أنهم بعد أن يفرغوا من طلب العلم يبدأون بطلب الأدب والغالبية العظمى لا يعرفون أدب الطلب ولا أدب العلم والتعلم فضلاً عن أدب الخلاف وأدب الفتوى وطرق الاستنباط والاستدلال، فقد دفن أصحاب ذلك الأدب وذلك المنهج منذ قرون خلت رحمهم الله وأجزل لهم الثواب.
- وعن محجوب بن الحسن قال: سمعت ابن المبارك يقول: من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: أما موت يذهب علمه، وأما ينسى، وأما يلزم السلطان فيذهب علمه1.
- وعن ابن المبارك قال: من أستخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن أستخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن أستخف بالأخوان ذهبت مروءته2.
- وسئل ابن المبارك من الناس؟، قال: العلماء، قيل فمن الملوك؟، قال: الزهاد، قيل: فمن الغوغاء؟، قال: خزيمة وأصحابه- يعني من أمراء الظلمة-، قيل: فمن السفلة؟، قال: الذين يأكلون بدينهم3.
ثانياً: جهوده في علوم الحديث:
يعتبر ابن المبارك أحد الجهابذة النقاد المعتد بقولهم في الجرح والتعديل.
وله اجتهادات في علوم الحديث ومعرفة في علم الرجال والعلل.
__________
1 سير أعلام النبلاء: 8/ 352-353، ط. أولي.
2 سير أعلام النبلاء، ط. أولي: 8/ 359.
3 المصدر السابق: 8/353.

الصفحة 26