كتاب أسرار ترتيب القرآن - ط الاعتصام

الخضر التي كان سببها ذكر العلم والأعلم وما دلت عليه من إحاطة معلومات الله عز و جل التي لا تحصى فكانت هذه السورة كإقامة الدليل لما ذكر من الحكم
وقد ورد في الحديث أنه لما نزل وما أوتيتم من العلم إلا قليلا قال اليهود قد أوتينا التوراة فيها علم كل شيء فنزل قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا 109 في هذه السورة فهذا وجه آخر في المناسبة وتكون السورة من هذه الجهة جوابا عن شبهة الخصوم فيما قدر بتلك
وأيضا فلما قال هناك فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا 104 شرح ذلك هنا وبسطه بقوله فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء إلى ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا 98 100
فهذه وجوه عديدة في الاتصال
سورة مريم
أقول ظهر لي في وجه مناسبتها لما قبلها أن سورة الكهف اشتملت على عدة أعاجيب قصة أصحاب الكهف وطول لبثهم هذه المدة الطويلة بلا أكل ولا شرب وقصة موسى مع الخضر وما فيها من الخارقات وقصة ذي القرنين وهذه السورة فيها أعجوبتان قصة ولادة يحيى بن زكريا وقصة ولادة عيسى فناسب تتاليهما

الصفحة 115