كتاب حياة محمد ورسالته
الكريمة، والأفاويه التي اشتهرت بها بلاد العرب، في زمن ما، شهرة عظيمة. ومملكة عاد العظيمة، التي يتحدث عنها القرآن الكريم، إنما أسّست هناك* وهذه البقعة بالذات تعرف بالأحقاف. وحضرموت هي ذلك الجزء من اليمن الواقع في أقصى الجنوب، على ساحل المحيط الهندي. وصنعاء هي عاصمة هذا الاقليم، وعدن هي المرفأ الرئيسي.
وإلى شمال صنعاء تقع نجران، حيث انتشرت النصرانية قبل انبثاق فجر الاسلام. والوفد النصراني المشهور الذي زار النبي الكريم والذي أجيز له أن ينزل في مسجد الرسول إنما أقبل من هذا الموطن. وإلى الشمال من نجران تقع عسير.
والجزء الرئيسي الثالث من أجزاء بلاد العرب هو نجد التي تمتد من «جبل السّراة» شرقا، عبر داخلية البلاد. إنها سهل مرتفع غنيّ خصب يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر نحوا من ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف قدم. ههنا أقامت عشيرة غطفان التي تعيّن على الرسول الكريم أن يقود، في فترة ما، حملة لتأديبها. والصحراء تحدّ نجدا من جهات ثلاث، في حين تقع اليمن إلى جنوبها. وكان بنو حنيفة، القبيلة التي ينتسب اليها مسيلمة الكذاب، يقيمون هناك.
وإلى الجنوب الشرقي من بلاد العرب، وعلى طول ساحل خليج عمان، تمتد الارض المعروفة بعمان. وعاصمتها مسقط حيث أقيمت اليوم سلطنة منفصلة، وإن تكن اسمية. وإلى شمال عمان يقع الجزء المعروف بالبحرين، - ويدعى أيضا الأحساء- وهو شهير بلآلئه.
وفي محاذاتها تقع الحيرة، وكانت في يوم من الايام مملكة.
وحجر، موطن ثمود التي ارسل الله اليها نبيّها صالحا، مكان آخر جدير بالذكر. إنها تقع إلى شمال المدينة. وفي زحفه على تبوك
__________
(*) «وإلى عاد اخاهم هودا، قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره، أفلا تتقون.» (السورة 7، الآية 65)
الصفحة 12
303