كتاب مجلسان من أمالي أبي الحسين بن بشران

5- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دعلج قال: حدثنا أبو بكر ابن بنت معاوية قال: ثنا معاوية يعني ابن عمرو قال: حدثنا زائدة عن عبد الله بن عثمان ابن خُثَيْمٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ حَاجِبُ عَائِشَةَ أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ بِنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ [أَخِيهَا] عَبْدُ الله فقال هذا ابن عباس يستأذن. فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ لاَ حَاجَةَ لِي بِهِ، فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ إِنَّ ابن عباسٍ من صالح بنيك، يسلم عَلَيْكِ وَيَدْعُو لكِ فَقَالَتْ: ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: فَأَدْخَلْتُهُ، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ أَبْشِرِي، فَقَالَتْ: أَيْضًا! فَقَالَ: مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ (¬1) مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَحِبَّةَ إِلاَّ أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الجَسَدِ، كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ إِلاَّ طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ يومَ الأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُصْبِحَ فِي الْمَنْزِلِ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} وكَانَ ذَلِكَ فِي سَبَبِكِ (¬2) وما أنزل الله لهذه الأمة، وَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سماواتٍ جاء بها الرُّوحُ الأَمِينُ، فَأَصْبَحَ لَيْسَ مسجدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ إِلاَّ هي تتلى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَقَالَتْ: دَعْنِي منك ويا ابن عباس فوالذي نَفْسِي بِيَدِهِ (¬3) لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
¬__________
(¬1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: تلحقي]]
(¬2) [[من المخطوط، وفي المطبوع: شأنك]]
(¬3) [[من المخطوط، وفي المطبوع: يدي]]

الصفحة 215