كتاب مجلسان من أمالي أبي الحسين بن بشران

16- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ إملاءً ثنا معاذ بن المثنى ثنا عبد الله بن مسلم القرشي ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا طعن عمر رضي الله عنه أمر بِالشُّورَى (¬1) ، دَخَلَتْ عَلَيْهِ ابْنَتُهُ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ تَكَلَّمُوا. فَقَالَ: أَسْنِدُونِي فَلَمَّا أُسْنِدَ قَالَ: مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((يَا عَلِيُّ يَدَكُ فِي يَدِي تَدْخُلُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) ، حَيْثُ أَدْخُلُ مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((يَوْمَ يَمُوتُ عُثْمَانُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلاَئِكَةُ السَّمَاءِ)) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عُثْمَانَ خَاصَّةً؟ أَو النَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: ((لِعُثْمَانَ خَاصَّةً)) ، قَالَ مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ سقط رحله: ((من يسوي رحلي وهو في الجنة؟)) فبدر (¬2) طلحة وسواه لَهُ حَتَّى رَكِبَ فَقَالَ [لَهُ] (¬3) النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: ((يا طلحة، الله يقرؤك السلام ويقول لك: أنا معك في أهوال القيامة أُنْجِيَكَ مِنْهَا)) ، مَا عَسَى يَقُولُون فِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَأَيْتُ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَامَ -[225]- فَجَلَسَ الزُّبَيْرُ عِنْدَ وجهه حتى استيقظ فقال له: ((أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَمْ تَزَلْ؟)) ، قَالَ: لَمْ أزل بأبي وأمي قال: ((هذا جبريل يقرؤك السَّلاَمَ، وَيَقُولُ لَكَ أَنَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حتى أذهب عن وجهك شرر جهنم)) . ما عسى يَقُولُون فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ أَوْتَرَ قَوْسَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَيَقُولُ له: ((ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)) . مَا عَسَى يَقُولُون فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؟ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْزِلِ فَاطِمَةَ والحسن والحسين يبكيان جوعاً ويتضوران فَقَالَ [لَهُ] (¬4) النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ يَصِلُنَا بِشَيْءٍ؟)) ، فَطَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عوف بصحفة فيها حيسة، ورغيفين بينهما إهالة فقال النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((كَفَاكَ اللَّهُ أمر دنياك، فأما آخرتك فأنا لها ضامنٌ)) .
¬__________
(¬1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: بأمر الشورى]]
(¬2) [[من المخطوط، وفي المطبوع: فنزل]]
(¬3) [[من المخطوط]]
(¬4) [[من المخطوط]]

الصفحة 224