كتاب ملخص من مسند عمر ليعقوب بن شيبة

241 - ولما بايع عبد الملك لابنه الوليد ثم من بعده لسليمان أخيه، وأبا سعيد أن يبايع جاء عبد الرحمن بن عبد القارئ إلى سعيد بن المسيب فقال له: إنك تقوم حيث يراك هشام بن إسماعيل فلو غيرت مقامك.
فقال له: أغير مقاما أقامنيه الله منذ أربعين سنة فرقا من مخلوق! ما كنت لأفعل. قال: فتخرج حاجا أو معتمرا.
قال: إني لم أكن لأجهد بدني وأنفق مالي في شيء ليست لي فيه نية.
قال: فتبايع.
فقال له: أرأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فماذا علي.
قال: فدعاه هشام إلى البيعة فأبى أن يبايع فكتب فيه إلى عبد الملك فكتب عبد الملك إلى هشام ما دعاك إلى مخاطبة سعيد في ذلك!، ما كان علينا منه شيء نكرهه، فأما إذ فعلت فادعه فإن أبى فاضربه ثلاثين سوطا وأوقفه للناس، فدعاه فأبى وكان سعيد قد لبس تبانا من شعر فضربه وأوقفه للناس وقيل: إن هشاما هو ألبسه ذلك التبان فلما ضرب قال: يا علوج أهل أيلة لولا إني خشيت القتل ما لبسته.
242 - وقال مالك: دخل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعكرمة بن عبد الرحمن على سعيد بن المسيب - وهو في السجن- وكان

الصفحة 113