ونهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن لبس الذهب والحرير ففي الحديث: "نهانا عن الحرير والديباج, والشرب في آنية الذهب والفضة، وقال لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة" (¬1).
ومما أرشدنا إليه رسولنا المختار عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام, رعاية الأبناء ورحمتهم وتقبيلهم، وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقبل الحسن والحسين، وأنكر على من قال له: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحدًا فقال له المصطفى: "من لا يرحم لا يرحم" (¬2) والمسلم تتعدى رحمته دائرة الإنسان إلى الحيران، وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك الرجل الذي سقى كلبًا، فشكر الله له فغفر له، فقال الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؛ فقال: "في كل ذات كبدة رطبة أجر" (¬3).
وأرشد عليه الصلاة والسلام إلى الرفق في معالجة الأمور، وقد قال عليه السلام لزوجه عائشة مؤدبًا ومعلمًا عندما سبت اليهود ولعنتهم: "مهلا يا عائشة, إن الله يحب الرفق في الأمر كله" (¬4) ووجهنا الإسلام إلى التعاون فيما بيننا على البر والتقوى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
وشبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ترابط الجسد الواحد, "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" (¬5).
¬__________
(¬1) متفقق عليه.
(¬2) صحيح البخاري, فتح الباري: 10/ 426.
(¬3) صحيح البخاري, فتح الباري: 10/ 438.
(¬4) صحيح البخاري, فتح الباري: 10/ 449.
(¬5) صحيح البخاري, فتح الباري: 10/ 450.