الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينة، المداوم على عبادة ربّه، الورع، الكاف عن أعراض المسلمين، العفيف عن أموالهم، الناصح لجماعتهم" (¬1).
وقد خص المتأخرون علم الفقه بفروع الدين دون أصوله كما علمت من عبارة ابن عابدين، وقد عرفوه بقولهم: "هو العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية" (¬2).
فالتعريف كما ترى قصر الفقه على العلم بالأحكام الشرعية العملية، أي التي تتعلق بكيفية عمل، دون تلك التي تتعلق، بالاعتقاد أو الأخلاق.
والفقيه -كما يشعر التعريف- هو الذي يأخذ الأحكام من الأدلة التفصيلية، وهي نصوص الآيات والأحاديث، دون الذي يحفظها من غير معرفة بأدلتها.
أقسام موضوعات الفقه الإسلامي
أغلب الفقهاء يقسمون الفقه إلى قسمين: عبادات ومعاملات، ومنهم من يزيد قسمًا ثالثًا هو العقوبات، ومنهم من يزيد قسمًا رابعًا: هو المناكحات، والأولون يدخلون العقوبات والمناكحات في المعاملات.
وقد بحث الفقهاء في قسم العبادات: الطهارة والمياه، النجاسات، الوضوء، الغسل، التيمم، الحيض، النفاس، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، الإيمان النذور، الجهاد، الأطعمة الأشربة، الصيد الذبائح.
¬__________
(¬1) حاشية ابن عابدين: 1/ 26، 1/ 33 المطبعة المصرية، الأولى 1272 هـ.
(¬2) الأحكام في أصول الأحكام للآمدي: 1/ 5.