كتاب الرد على الدكتور عبد الواحد وافي في كتابه بين الشيعة وأهل السنة

فابتدع أبو عبد الله من غير ذكر لأبي زرارة فقال: "لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة ثلاث مرات" (¬1).
وروي أيضاً عن عمران الزعفراني (¬2)، سمعت أبا عبد الله رضي الله عنه يقول: ما أحدث أحد في الإسلام ما أحدث زرارة من البدع عليه لعنة الله" (¬3).
وعن ليث المرادي أنه قال: سمعت أبا عبد الله رضي الله عنه يقول:
"لا يموت زرارة إلا تائهاً" (¬4).
وروى عن القصير أنه قال:
"استأذن زرارة بن أعين وأبو الجارود، على أبي عبد الله رضي الله عنه قال: يا غلام! أدخلهما، فإنهما عجلا المحيا وعجلا الممات" (¬5).
وهذا هو زرارة الذي قالوا فيه:
"أفقه الأولين ستة، وأفقه الستة زرارة" (¬6).
وعدد من أصحاب محمد الباقر وأصحاب جعفر بن الباقر (¬7).
وأنه من أصحاب موسى بن جعفر الكاظم أيضاً (¬8).
فرجل كهذا الذي أدرك ثلاثة من الأئمة المعصومين حسب زعم الشيعة وروى عنهم، يختلفون فيه هذا الاختلاف، يوثقونه بأعلى ألفاظ التوثيق ويضعفونه بأدنى درجة التضعيف، مرة يقولون فيه: إن أبا عبد الله جعفر بن محمد الباقر - الإمام السادس المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى - قال له:
¬_________
(¬1) رجال الكشي ص135
(¬2) قد حاول بعض الشيعة التوفيق بين هذه الروايات بقوله: إن الروايات التي وردت في ذم زرارة والقدح فيه فإنها ضعيفة لوجود محمد بن عيسى في إسنادها. انظر: نقد الرجال للتفرشي ص137، مع أن أكثر الروايات التي ورد فيها الذم لزرارة والقدح فيه ليس في إسنادها محمد بن عيسى بل هي مروية بطرق متعددة كثيرة
(¬3) رجال الكشي ص134
(¬4) رجال الكشي ص134
(¬5) رجال الكشي ص135
(¬6) نقد الرجال للتفرشي ص137
(¬7) انظر رجال البرقي ص14 و16، ورجال الطوسي ص123 و201
(¬8) انظر: رجال الطوسي ص350، وكتاب الرجال للبرقي ص47

الصفحة 112