كتاب المجيد في إعراب القرآن المجيد

وجاء فعيل بمعنى مفعول، قال العملّس (¬1):
فأمّا إذا عضّت بك الحرب عضّة ... فإنّك معطوف عليك رحيم
واختلف في دلالة (الرّحمن الرّحيم)، فقيل: واحدة كندمان ونديم. وقيل: مختلفة، فقيل (¬2): الرحمن أبلغ، وعلى هذا فكان القياس أن يترقّى إلى الأبلغ، فيقال: رحيم رحمان، كما يقال: عالم نحرير، ولكن لمّا كان الرّحمن يتناول جلائل النّعم وعظائمها أردف بالرحيم ليكون كالتتمة له في تناول ما رقّ منها ولطف. وقيل: الرحيم أبلغ. وقيل:
جهة المبالغة مختلفة، ففعلان مبالغته من حيث الامتلاء والغلبة، كسكران وغضبان، وفعيل من حيث تكرار الوقوع بمحال الرحمة، ولذلك (7 ب) لا يتعدّى فعلان ويعدّى فعيل كفاعل. حكى ابن سيّده (¬3): زيد حفيظ علمك وعلم غيرك.
م. أبو البقاء (¬4): وجرّهما، يعني الرحمن الرحيم، على الصفة، والعامل في الصفة (¬5) هو العامل في الموصوف.
وقال الأخفش (¬6): العامل فيهما معنوي، وهو كونهما تبعا، ويجوز نصبهما على تقدير: أعني، ورفعهما على تقدير: هو. انتهى.
والجمهور على جرّ ميم الرّحيم ووصل ألف الحمد.
وقرأ قوم من الكوفيين بسكون الميم وقفا، ويبتدئون بهمزة مقطوعة.
¬_________
(¬1) العققة والبررة 359 وحماسة أبي تمام 2/ 158.
(¬2) القول للزمخشري في الكشاف 1/ 45.
(¬3) المحكم 3/ 212.
(¬4) التبيان 4.
(¬5) من د. وفي الأصل: والعامل فيهما. ورواية د مطابقة للتبيان.
(¬6) التبيان 4.

الصفحة 34