كتاب المجيد في إعراب القرآن المجيد

إعراب الفاتحة
2 - الْحَمْدُ: أل للعهد، أي: الحمد المعروف بينكم، أو للماهية، كالدينار خير من الدرهم، أي: أيّ دينار كان فهو خير من أيّ درهم كان. أو لتعريف الجنس فيعمّ الأحمد كلّها
مطابقة.
وحمد مصدر فأصله أن لا يجمع. وحكى ابن الأعرابيّ (¬1) جمعه على أحمد، نظر إلى اختلاف أنواعه، قال (¬2):
وأبلج محمود الثناء خصصته ... بأفضل أقوالي وأفضل أحمدي
ومعناه: الثناء على الجميل من نعمة أو غيرها (8 أ) باللسان فقط. ونقيضه الذّمّ، وليس مقلوب مدح بمعناه خلافا لابن الأنباريّ (¬3) مستدلّا باستوائهما تصريفا.
وردّ بتعلّق المدح بالجماد (¬4)، إذ قد يمدح بجوهره (¬5) دون الحمد. وهل الحمد بمعنى الشكر، أو الحمد أعمّ، أو الشكر ثناء على الله بأفعاله والحمد ثناء بأوصافه، ثلاثة أقوال.
وقرأ الجمهور بضمّ الدال على الابتداء، وسفيان بن عيينة
¬_________
(¬1) الدر المصون 1/ 38. وابن الأعرابي محمد بن زياد، ت 231 هـ. (طبقات النحويين واللغويين 195، نور القبس 302).
(¬2) بلا عزو في تفسير القرطبي 1/ 133 والدر المصون 1/ 38.
(¬3) أبو بكر محمد بن القاسم، ت 328 هـ. (تاريخ بغداد 3/ 181، معجم الأدباء 18/ 307). وقوله في البحر 1/ 18.
(¬4) د: مستدلا بالجماد.
(¬5) د: لجوهره.

الصفحة 36