كتاب المجيد في إعراب القرآن المجيد

وحكي عن زيد (¬1) نصب الثلاثة، أعني رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) على القطع، وعلى هذا فلا يلزم الرجوع إلى الاتباع بعد القطع كما لزم في نصب الربّ وحده.
الْعالَمِينَ: الألف واللام للاستغراق، وهو جمع سلامة مفرده عالم، اسم جمع، وقياسه أن لا يجمع، وشذّ جمعه أيضا جمع سلامة، لأنّه ليس بعلم ولا صفة.
م: وذهب ابن مالك (¬2) في (شرح التسهيل) (¬3) إلى أنّ عالمين اسم جمع لمن يعقل، وليس جمع عالم، لأنّ العالم عامّ والعالمين خاصّ. ولهذا منع س (¬4) أن يكون الأعراب جمع عرب، لأنّ العرب للحاضرين والبادين، والأعراب خاصّ بالبادين.
(9 ب) قلت: وفيه نظر، انتهى.
واختلف في مدلوله، فقيل: كلّ ذي روح. وقيل: الملائكة والإنس والجنّ والشياطين. وقيل: الإنس والجنّ خاصّة.
وقيل: الإنس خاصّة. وقيل: كلّ مصنوع. واختير وقوعه على المكلفين لقوله تعالى:
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (¬5) وقراءة حفص (¬6) لِلْعالِمِينَ بكسر اللام توضّح ذلك.
قلت: وفيه نظر. [انتهى].
¬_________
(¬1) البحر 1/ 19.
(¬2) جمال الدين محمد بن عبد الله، ت 672 هـ. (تذكرة الحفاظ 1491، فوات الوفيات 3/ 407).
(¬3) شرح التسهيل 1/ 87 - 88.
(¬4) الكتاب 2/ 89.
(¬5) كذا في الأصل والبحر 1/ 19. ولعلها: لقوم يعلمون (النمل 52).
(¬6) البحر 1/ 19. وحفص بن سليمان صاحب عاصم، ت نحو 190 هـ. (ميزان الاعتدال 1/ 558، تهذيب الكمال 7/ 5).

الصفحة 40