كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 1)
وجنبت الدابة، إذا قدتها إلى جنبك. وكذلك جنَبْتُ الأسيرَ جَنَبَاً بالتحريك. ومنه قولهم خَيْلٌ مُجَنَّبَةٌ، شدد للكثرة. وجنبته الشئ وجنبته بمعنىً، أي نَحَّيْتُهُ عنه. قال الله تعالى: (واجنُبْني وبَنيَّ أنْ نعبد الاصنام) . والجناب، بالفتح: الفناء، وما قَرُبَ من مَحَلَّةِ القوم، والجمع أجْنِبَةٌ. يقال: أخْصَبَ جَنابُ القومِ، وفلانٌ خصيبُ الجَنابِ، وجَديبُ الجَنابِ. وتقول: مَرُّوا يسيرون جَنابَيْهِ، أي ناحيتَيه (¬1) . وفرسٌ طَوْعُ الجِنابِ بكسر الجيم، إذا كان سلس القياد. ويقال أيضاً: لَجَّ فلان في جِنابٍ قبيح، إذا لج في مُجانَبَةِ أهلِه. وجنَّبَ القومُ، إذا قَلَّتْ ألبانُ إبِلِهم. قال الجُمَيْحُ (¬2) بن مُنقِذ يذكر امرأته: لَمَّا رأت إبلي قَلَّتْ حَلوبَتُها * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ (¬3)
¬_________
(¬1) في المطبوعة الاولى " ناحيته "، وصوابه في اللسان.
(¬2) الجميح لقب، وهو منقذ بن الطماح بن قيس الاسدي، وهو فارس شاعر جاهلي قتل يوم جبلة.
(¬3) قبله: أمست أمامة صمتا ما تكلمنا * مجنونة أم أحست أهل خروب أهل خروب، يريد قومها.
والتجنيب أيضاً: انحناءٌ وتوتيرٌ في رجل الفرس، وهو مُسْتَحَبٌّ. قال أبو دُوادُ: وفي اليدين إذا ما الماءُ أسْهلَها (¬1) * ثَنْيٌ قليلٌ وفي الرِجْلَينِ تَجنيبُ والجَنيبَةُ: بالدابةُ تُقادُ. وكل طائعٍ منقاد جنيبٌ. والاجنب: الذى لا ينقاد. والجنيبة: العَليقة، وهي الناقة تعطيها القومَ ليَمْتاروا لك عليها. قال الراجز (¬2) :
رِكابُهُ في القوم كالجنائبِ * أي ضائعة لأنه ليس بمصلحٍ لمَالِهِ. والجنيبُ: الغريب. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابَةً، إذا انزل فيهم غريبا، فهو
¬_________
(¬1) في الصاغانى: أسهله. وهو في صفة فرس. والماء: العرق.
(¬2) وهو الحسن بن مزرد. وقبله: قالت له مائلة الذوائب * كيف أخى في العقب النوائب * أخوك ذو شق على الركائب * رخو الحبال مائل الحقائب * ركابه في الحى كالجنائب يعنى أنها ضائعة كالجنائب التى ليس لها رب يفتقدها. تقول: إن أخاك ليس بمصلح لماله، فماله كمال غاب عنه ربه وسلمه لمن يعبث فيه، وركابه التى هو معها كأنها جنائب في الضر وسوء الحال. وقوله " رخو الحبال " أي هو رخو الشد لرحله، فحقائبه مائلة لرخاوة الشد.
الصفحة 102
2563