كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 1)
والتثنية، لانه مصدر. وتقول في المعرفة: هذا عبد الله حسبك من رجل فتنصب حسبك على الحال. وإن أردت الفعل في حسبك قلت مررت برجل أحسبك من رجل وبرجلين أحسباك وبرجال أحسبوك. ولك أن تتكلم بحسب مفردة، تقول: رأيت زيدا حسب يا فتى، كأنك قلت: حسبى أو حسبك، فأضمرت هذا فلذلك لم تنون، لانك أردت الاضافة، كما تقول: جاءني زيد ليس غير، نريد ليس غيره عندي. وقولهم: حسيبك الله، أي انتقم الله منك. والحُسبان بالضم: العذابُ. وقال أبو زياد الكلابي: أصاب الأرضَ حُسْبانٌ، أي جرادٌ. والحُسْبانُ: الحساب، قال الله تعالى: (الشمسُ والقمرُ بِحُسْبانٍ) . قال الأخفش: الحُسْبانُ جماعةُ الحِسابِ، مثل شِهابٍ وشهبان. والحسبان أيضا: سهام قصار، الواحدة حسبانة. والحسبانة أيضا: الوسادة الصغيرة، تقول منه حَسَّبْتُهُ، إذا وسَّدْتَهُ. قال نهيك الفزارى (¬1) : لتقيت بالوجعاء طعنة مرهف * حران (¬2) أو لثويت غير محسب
¬_________
(¬1) صوابه نهيكة الفرازى. وقبله، يخاطب عامر ابن الطفيل: يا عام لو قدرت عليك رماحنا * والراقصات إلى منى فالغبغب
(¬2) في اللسان: مران. وفى المقاييس " ثائر حران ".
أي غير موسد، يعنى غير مكرم ولا مكفن. وتحسبت الخبر. أي استخبرت. وقال رجل من بني الهُجَيم: تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وأيقن أنني * بها مُفْتَدٍ من واحد (¬1) لا أغامره يقول: تشمَّمَ الأسدُ ناقتي وظنّ أني أتركها له ولا أقاتله. والأَحْسَبُ من الإبل، هو الذي فيه بياضٌ وحُمرةٌ. تقول منه: احسب البعير احسبابا (¬2) ، والاحسب من الناس: الذي في شَعْرِ رأسِه شقرة. وقال امرؤ القيس (¬3) : أيا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته أحسبا يصفه باللؤم والشح. يقول: كأنه لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ. وحسبته صالحا أحسبه بالفتح، مَحْسَبَةً ومَحْسِبَةً وحِسْباناً بالكسر، أي ظننته. ويقال أحسبه، بالكسر، وهو شاذ لان كل فعل كان ماضيه
¬_________
(¬1) في نوادر أبى زيد " صاحب لا أناظره ". وبعده: فقلت له فاها لفيك فإنها * قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذره
(¬2) الذى في اللسان " أحسب البعير إحسابا ".
(¬3) هو امرؤ القيس بن مالك الحميرى. وبعده: مرسعة بين أرساغه * به عسم يبتغى أرنبا
الصفحة 111
2563