كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 3)
عليه السلام، ثم صار لهذيل، وكان برهاط يحجون إليه. وأسعت الابل: أهملتُها، فساعَتْ هي تَسوعُ سَوْعاً. ومنه قيل ضائعٌ سائِعٌ. وناقةٌ مِسْياعٌ: تذهب في المرعى. ورجلٌ مضياعٌ مِسْياعٌ للمال، وهو مُضيعٌ مسيع، عن أبى عبيد.
[سيع] ساعَ الماءُ والسرابُ يَسيعُ سَيْعاً وسُيوعاً، أي جرى واضطرب على وجه الأرض قال الراجز (¬1) :
فهن يَخْبِطْن السرابَ الأسْيَعا (¬2) * والانْسِياعُ مثله. والسَياعُ: الطينُ بالتبن الذي يطين به. قال القطامى (¬3) : فلما أن جرى سمن عليها * كما طينت بالفدن السياعا (¬4) *
¬_________
(¬1) رؤبة.
(¬2) بعده:
شبيه يم بين عبرين معا
(¬3) يصف ناقته.
(¬4) يروى: " كما بطنت "، وبعد هذا البيت: أمرت بها الرجال ليأخذوها * ونحن نظن أن لن تستطاعا * إذا التياز ذو العَضَلات قُلْنا * إليكَ إليكَ! ضاق بها ذراعا * =
وهو مقلوب، أي كما طينت بالسياع الفدن وهو القصر. تقول منه: سيعت الحائط. والمسيعة: المالجة (¬1) .
فصل الشين
[شبع] الشِبَعُ: نقيضُ الجوع. يقال: شَبِعْتُ خبزاً ولحماً، ومن خُبْزٍ ولحمٍ، شِبَعاً. وهو من مصادر الطبائع. والشِبْعُ بالتسكين: اسمُ ما أشبعك من شئ. ورجل شبعان وامرأةٌ شَبْعى. وربَّما قالوا امرأةٌ شَبْعى الخَلْخالِ، إذا ملأتْه من سِمَنِها. وتقول: شَبِعْتُ من هذا الأمر ورَويتُ، إذا كرهتَه. وهما على الاستعارة. وأَشْبَعْتُهُ من الجوع، وأَشْبَعْتُ الثوب من الصِبْغِ. وثوبٌ شَبيعُ الغزلِ، أي كثيره. والمُتَشَبِّعُ: المتزيِّنُ بأكثر مما عنده، يتكثَّر
¬_________
= يقول: هي مطلية بالشحم. والتياز: القصير الغليظ مع شدة، وأصل الكلام إذا التياز ذو العضلات ضاق بها ذرعا قلنا له تنح عنها لا تطأك. وإليك معناه تنح، وقيل هنا معناه خذ.
(¬1) وهى خشبة ملساء يطين بها. والمالجة، كذا وردت في هذه المادة هنا وفى اللسان. لكن في اللسان والصحاح والقاموس (ملج) : " مالج " بدون هاء.