كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 1)

في الهودج. والمذبذب: المتردد بين أمرين. قال الله تبارك وتعالى: (مذبذ بين بين ذلك) . والذب: الثور الوحشى، وسمى ذَبَّ الرِيادِ لأنه يَرودُ، أي يجئ ويذهب ولا يثبت في موضِع واحد. وقال الشاعر النابغة: كأنما الرَحْلُ منها فوق ذي جُدَدٍ * ذَبِّ الرِيادِ إلى الأَشباحِ نَظَّارِ - وذَبَّتْ شَفَتُهُ، أي ذَبُلَتْ من العطش. وقال: وهُمْ سَقَوْني عَلَلاً بعد نَهَلْ * من بَعْدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ وذَبَّ جسمُهُ: هُزِلَ. وذَبَّ النَبْتُ: ذَوَي.
[ذرب] الذَرِبُ: الحادُّ من كل شئ. وقال الراجز:
دبت عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ (¬1) * أي حديداتُ اللسْعِ. ولِسانٌ ذَرِبٌ وفيه ذَرابَةٌ، أي حِدَّةٌ. وسيفٌ ذَرِبٌ. وامرأةٌ ذَرِبَةٌ: صخابة، وذربة أيضا، مثال قربة. قال الراجز (¬2) :
إليكَ أشكو ذِرْبَةً من الذرب (¬3)
¬_________
(¬1) وقبله:
كأنها من بدن وإيقار
(¬2) هو أعشى بنى مازن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم يشكو زوجته في أبيات منها: يا سيد الناس وديان العرب * إليك أشكو الخ
(¬3) وبعده:
أخلفت العهد ولطت بالذنب:
وذربت معدته تذرب ذربا: فَسَدَتْ. قال أبو زيد: في لسانه ذَرَبٌ، وهو الفُحْشُ. قال: وليس من ذَرَبِ اللسانِ وحِدَّتِهِ. وأنشد: أَرِحْني وَاسْتَرِحْ مِنّي فإنِّي * ثقيلٌ مَحْمِلي ذَرِبٌ لِساني والجمع أذرابٌ. وقال الشاعر (¬1) : ولقد طَوَيْتُكُمُ على بللاتكم (¬2) * وعرفت ما فيكم من الأَذْرابِ وذَرِبَ الجُرْحُ، إذا لم يقبل الدواءَ. ومنه الذَرَبَيَّا (¬3) على فعليا، وهي الداهية. قال الكميت: رَمانيَ (¬4) بالآفاتِ من كُلِّ جانِبٍ * وبالذَرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها والتذريب: التحديد. يقال سِنانٌ مُذَرَّبٌ. قال كعب بن مالك: بمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَواهِلٍ * وبكلِّ أَبْيَضَ كالغَديرِ مُهَنَّدِ وكذلك المذروب. قال الشاعر: لقد كان ابْنُ جَعْدَةَ أَرْيَحيَّا * عَلى الأَعداءِ مذروب السنان
[ذعلب] الذِعْلِبُ والذِعْلِبَةُ: الناقةُ السريعةُ والتذعلب: الانطلاق في استخفاء.
¬_________
(¬1) حضرمى بن عامر الاسدي.
(¬2) أي على ما فيكم من أذى وعداوة.
(¬3) بفتح الاولين وشد التحتية وهى الداهية.
(¬4) في جمهرة أشعار العرب: " رمتني ".

الصفحة 127