كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 3)

قال أبو يوسف: النَقيعُ: المحضُ من اللبن يبَرَّدُ، وهو المُنْقَعُ أيضاً. قال يصف فرساً: قانى له في الصَيف ظِلٌّ باردٌ * ونَصِيٌّ ناعِجَةِ ومحضٌ مُنْقَعُ (¬1) * قانى له، أي دام له. والنَقيعَةُ: طعام القادم من السفر. قال مهلهل: إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم * ضرب القُدام نَقيعَةَ القُدَّامِ (¬2) * قال أبو عبيد: يقال القُدَّامُ: القادمون من سفر، ويقال الملكُ، ويقال كلُّ جَزورٍ جزرْتَها للضيافة فهي نَقيعَة. يقال نَقَعْتُ النَقيعَةَ، وأنْقَعْتُ، وانْتَقَعْت، أي نَحَرْتُ. وفي كلام العرب إذا لقي الرجل منهم قوماً يقول: " ميلوا يُنْتَقَعُ لكم "، أي يُجزر لكم، كأنَّه يدعوهم إلى دعوته. ويقال: الناس نَقائِعُ الموت، أي يَجزِرهم كما يجزر الجزَّار النقيعة.
¬_________
(¬1) قال ابن برى: صواب إنشاده: " ونصى باعجة " بالباء. قال أبو هشام: الباعجة هي الوعساء ذات الرمث والحمض، وقيل هي السهلة المستوية تنبت الرمث والبقل، وأطايب العشب، وقيل هي متسع الوادي.
(¬2) ويروى: إنا لنضرب بالصوارم هامهم * ضرب القدار.
وحكى أبو عمرو عن السلمي: النَقيعَةُ: طعام الرجل ليلة يُمْلِكُ. ونَقَعْتُ بالماء: رَويت. يقال: شرب حتى نقع، أي شفى غليله. وماء ناقع، وهو كالناجع. وما رأيتُ شَربةً أنْقَعَ منها ومنه. وما نَقَعْتُ بخبرِ فلان نُقوعاً، أي ما عُجْتُ بكلامه ولم أصدقه. قال الاصمعي: نقعت بالخبر وبالشراب، إذا اشتفيت منه. ونَقَعَ الماءُ في الموضعِ واسْتَنْقَعَ، وأنْقَعَني الماءُ، أي أرواني. وفي المثل: " حَتَّامَ تكرع الماء ولا تنقع ". وأنقعت الشئ في الماء. ويقال طال إنْقاعُ الماءِ واسْتِنْقاعُهُ حتى اصفر. وحكى أبو عبيد: أنقعت له شرا. وهو استعارة. وسمٌّ مُنْقَعٌ، أي مُرَبًى. قال الشاعر:
فيها ذَراريحُ وسمٌّ مُنْقَعُ * يعني في كأس الموت. وحكى الفراء: نقع الصارخ بصوته وأنقع صوته، إذا تابعه. ومنه قول عمر رضي الله عنه: " ما لم يكن نقع ولا لقلقة ". وانتقع القوم نقيعة، أي ذبحوا من الغنيمة شيئا قبل القسم.
(163 - صحاح - 3)

الصفحة 1293