كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 5)
* بمنى تأبد غولها فرجامها (¬1) * فهما موضعان. والغول: بُعْدُ المفازة: لأنه يغتال من يمر به. وقال (¬2) :
به تمطت غول كل ميله (¬3) * وقوله تعالى: (لا فيها غَوْلٌ ولا هم عنها يُنْزَفون) أي ليس فيها غائِلَةُ الصُداع: لأنه قال عزَّ وجلَّ في موضع آخر: (لا يُصَدَّعونَ عنها) . وقال أبو عبيدة: الغَوْلُ أن تَغْتالَ عقولهم. وأنشد: وما زالَتِ الكأسُ (¬4) تَغْتالُنا وتذهب بالأوَّلِ الأوَّلِ والغولُ بالضم من السعالي، والجمع أغْوالٌ وغيلانٌ. وكلُّ ما اغْتالَ الإنسانَ فأهلكه فهو غولٌ. يقال غالَتْهُ غولٌ، إذا وقع في مهلكة. و " الغضب غول الحلم "، لأنه يَغْتالُهُ ويذهب به. يقال: أيَّةُ غولٍ أغْوَلُ من الغضب.
¬_________
(¬1) في نسخة أول البيت:
عفت الديار محلها فمقامها
(¬2) في نسحة زيادة: " الراجز رؤبة ".
(¬3) بعده:
بناحراجيج المطايا النفه
(¬4) يروى: " وما زالت الخمر ".
وهذه أرضٌ تَغْتالُ المشيَ، أي لا يتسبين فيها المشى، من بُعْدِها وسَعَتها. قال العجاج: وبلدةٍ بعيدةِ النِياطِ مجهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي وقول زهير يصف صَقراً:
حُجْنُ المخالبِ لا يَغتالُهُ الشِبَعُ (¬1) * أي لا يذهب بقوَّته الشِبع. والتَغَوُّلُ: التلوّن. يقال: تَغَوَّلَتِ المرأةُ، إذ تلونت. قال ذو الرمة: إذا ذاتُ أهوالٍ ثَكولٌ تَغَوَّلَتْ بها الرُبْدُ فوضى والنَعامُ السَوارحُ والمُغاوَلَةُ: المُبادأة. قال جريرٌ (¬2) يذكر رجلا أغارت عليه الخليل: عاينت مشعلة الرعال كأنها طير تغول في شَمامِ وُكورا (¬3) واغْتالَهُ: قتلَه غيلَةً، والأصل الواو. والمِغْوَلُ: سيفٌ دقيقٌ له قفاً يكون غِمده كالسوط.
¬_________
(¬1) في نسخة أول البيت:
من مرقب في ذرى خلقاء راسية
(¬2) قال ابن برى: " البيت للاخطل لا لجرير ".
(¬3) المشعلة: المتفرقة. والرعال: قطع الخيل. رشمام: جبل بالعالية.