كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 6)
فقلت للرَكْبِ لَمَّا أنْ عَلا بِهمُ * من عَنْ يمين الحبَيَّا نظرةٌ (¬1) قبل وإنَّما بنيتْ لمضارعتها للحرف. وقد توضع عَنْ موضع بَعْدُ كما قال الحارث بن عُباد:
لَقِحَتْ حربُ وائِلٍ عن حِيالِ (¬2) * أي بعد حيال. وقال امرؤ القيس:
نَؤُومُ الضُحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفَضُّل (¬3) * وربَّما وضعتْ موضع على، كما قال (¬4) : لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أفْضَلْتَ في حَسَبٍ * عَنِّي ولا أنت دينى فتخزونى
[عون] العَوانُ: النَصَفُ في سنِّها من كل شئ، والجمع عون. وفي المثل: " لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخمرة ".
¬_________
(¬1) الحبيا: اسم مكان. ونظرة قبل: إذ لم يتقدمها نظر. ومنه: رأينا الهلال قَبَلاً، إذا لم يكن رئى قبل ذلك.
(¬2) صدره:
قربا مربط النعامة منى
(¬3) صدره:
وتضحى فتيت المسك فوق فراشها
(¬4) ذو الاصبع العدواني، من قصيدة مشهورة في المفضليات.
(*) وتقول منه: عونت المرأة تَعْويناً، وعانَتْ تَعونُ عَوْناً. والعَوانُ من الحروب: التي قوتِل فيها مرةً بعد مرّة، كأنَّهم جعلوا الأولى بِكْراً. وبقرةٌ عوانٌ: لا فارِضٌ مُسِنَّةٌ ولا بكرٌ صغيرةٌ، بين ذلك. والعَوْنُ: الظهيرة على الأمر، والجمع الأعْوانُ. والمَعونةُ: الإعانةُ. يقال: ما عندك معونةٌ، ولا مَعانةٌ، ولا عَوْنٌ. قال الكسائي: المعون: المعونة. قال جميل: بثين الزمى لا إن لا إن لزمته * على كثرة الواشين أي معون يقول: نعم العون قولك (لا) في رد الوشاة وإن كثروا. وقال الفراء: هو جمع معونة، وليس في الكلام مفعل بواحدة، وقد فسرناه في مكرم (¬1) . وتقول: ما أخلانى فلانٌ من مَعاوِنِهِ، وهو جمع معونة.
¬_________
(¬1) ولم يجئ على مفعل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما: مكرم، ومعون.