كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 6)

ويقال: نسى الرجل فهو نَسٍ على فَعِلٍ، إذا اشتكى نَساهُ. ونَسَيْتُهُ فهو مَنْسِيٌّ، إذا أصبتَ نَساهُ. والنَسْيُ والنِسْيُ: ما تلقيه المرأة من خرق اعتلالها، مثل وتر ووتر. وقرئ قوله تعالى: (وكنت نسيا منسيا) بالفتح أيضا. قال دكين الفقيمى:
كالنسى ملقى بالجهاد البسبس (¬1) * والنِسْيُ أيضاً: ما نُسِيَ وما سقط في منازل المرتحلين من رذال أمتعتهم. يقولون: تتبعوا أنساءكم. قال الشنفرى: كأن لها في الأرض نِسْياً تَقُصُّهُ * على أُمِّهَا وإن تخاطبك تبلت (¬2) والمنساة: العصا. قال الشاعر: إذ دَبَبْتَ على المِنْساةِ من هَرَمٍ * فقد تباعَدَ عنك اللَهْوُ والغَزَلُ وأصله الهمز، وقد ذكرناه فيه.
¬_________
(¬1) الجهاد، كسحاب: الارض الصلبة. وقبله:
بالدار وحى كاللقى المطرس
(¬2) قال ابن برى: بلت بالفتح، إذا قطع. وبلت بالكسر، إذا سكن.
(*)
[نشا] النَشا مقصورٌ: نسيم الريح الطيِّبة. يقال: نَشِيتُ منه ريحاً نِشْوَةً (¬1) بالكسر، أي شَمِمْتُ. قال الهذليّ (¬2) : ونَشيتُ ريحَ الموتِ من تِلْقائِهِمْ * وخشيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ واستنشيت مثله. قال ذو الرمة:
واستنشى الغرب (¬3) * ويقال أيضا: نشيت الخبر، إذا تخبَّرتَ ونظرتَ من أين جاء. يقال: من أين نَشيتَ هذا الخبر، أي من أين علمته. قال يعقوب: الذئب يَسْتَنْشِئُ الريحَ بالهمز، وإنَّما هو من نَشيتُ غير مهموز. ورجلٌ نَشْيانُ للأخبار بيِّن النِشْوْةِ بالكسر، وإنما قالوه بالياء للفرق بينه وبين
¬_________
(¬1) النشوة مثلثة النون.
(¬2) يروى لقيس بن جعدة الخزاعى. وفى التكملة 1228 أن البيت لتميم بن أسد الخزاعى.
(¬3) البيت بأكمله: وأدرك المتبقى من ثميلته * ومن ثمائلها واستنشى الغرب

الصفحة 2509