كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 6)

* عن قلب ضجم تورى من سبر (¬1) * كأنه يعدى من عظمه ونفور النفس عنه. وواريت الشئ، أي أخفيته. وتوارى هو، أي استتر. ووَراءَ بمعنى خَلْف، وقد يكون بمعنى قُدَّامٍ، وهي من الاضداد. قال الاخفش: يقال لقيته من وراء فترفعه على الغاية إذا كان غير مضاف، تجعله اسما، وهو غير متمكن كقولك من قبل ومن بعد. وأنشد (¬2) : إذا أنا لم أو من عليك ولم يكن * لقاؤك إلا من وراء وراء (¬3) وقولهم: " وراءك أوسع لك " نُصِبَ بالفعل المقدَّر، وهو تأخر.
¬_________
(¬1) بعده:
بين الطراقين ويفلين الشعر
(¬2) لعتى بن مالك العقيلى.
(¬3) قبله: أبا مدرك إن الهوى يوم عاقل * دعاني ومالى أن أجيب عزاء وإن مرورى جانبا ثم لا أرى * أجيبك إلا معرضا لجفاء وإن اجتماع الناس عندي وعندها * إذا جئت يوما زائرا لبلاء
(*) وقوله تعالى: (وكان وراءهم مَلِكٌ) ، أي أمامهم. وتصغيرها وُرَيْئَةٌ بالهاء، وهي شاذَّة. والوَراءُ أيضاً: وَلَدُ الوَلدِ وتقول: وَرَّيْتُ الخبر تَوْرِيَةً، إذا سترتَهُ وأظهرْتَ غيره، كأنَّه مأخوذ من وراء الإنسان، كأنَّه يجعله وراءه حيثُ لا يظهر.
[وزى] الوزى: القصير الشديد. وقال (¬1) :
تاح لها بعدك حنزاب وزى (¬2) * وحمار وزًى، أي مِصَكٌّ نشيطٌ. والمُسْتَوْزي: المنتصب المرتفع. قال ابن مقبل: ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً * شَكِيرُ جحافله قد كتن (¬3)
¬_________
(¬1) الاغلب العجلى.
(¬2) الرجز: قد أبصرت سجاح من بعد العمى * تاح لها بعدك حنزاب وزى ملوح في العين مجاوز القرا
(¬3) مستوزيا: منتصبا مرتفعا. والشكير: الشعر الضعيف هاهنا. وكتن: أي لزق به أثر خضرة العشب.

الصفحة 2523