كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 6)

بأنفسها، كالكاف والهاء والياء في التأخير في يضربك ويضربه ويضربنى، فلما قدمت الكاف والهاء والياء عمدت بإيا فصار كله كالشئ الواحد. ولك أن تقول ضربت إياى، لانه يصح أن تقول ضربتني، ولا يجوز أن تقول ضربت إياك، لانك إنما تحتاج إلى إياك إذا لم يمكنك اللفظ بالكاف، فإذا وصلت إلى الكاف تركتها. ويجوز أن تقول: ضربتك إياك، لان الكاف اعتمد بها على الفعل، فإذا أعدتها احتجت إلى إيا. وأما قول الشاعر (¬1) : كأنا يوم قرى إ * نما نقتل إيانا (¬2) فإنه إنما فصلها من الفعل لان العرب لا توقع فعل الفاعل على نفسه باتصال الكناية، لا تقول: قتلتنى، إنما تقول قتلت نفسي، كما تقول: ظلمت نفسي فاغفر لى، ولم تقل ظلمتني، فأجرى إيانا مجرى أنفسنا. وقد تكون للتحذير، تقول: إياك
¬_________
(¬1) ذو الاصبع العدواني.
(¬2) بعده: قتلنا منهم كل * فتى أبيض حسانا
(*) والاسد، وهى بدلٌ من فعلٍ، كأنّك قلت باعد. ويقال هياك، مثل أراق وهراق. وأنشد الاخفش: فهياك والامر الذى إن توسعت * موارده ضاقت عليك مصادره (¬1) وتقول: إياك وأن تفعل كذا. ولا تقل: إيَّاكَ أن تفعل، بلا واوٍ. وأيايا: زجرٌ. وقال (¬2) : إذا قال حاديهِمْ أَيايا أتقينه * بمثل الذرى مطلنفئات العرائك (¬3) وأياة الشمس بكسر الهمزة: ضوؤها، وقد تفتح. وقال (¬4) : سَقته إياةُ الشمسِ إلاَّ لِثاتِهِ * أُسِفَّ فلم تَكْدِمْ عليه بإثْمِدِ فإن أسقطْتَ الهاء مددتَ وفتحْتَ. ويقال الأَياةُ للشمسُ كالهالة للقمر، وهي الدارة حولها.
¬_________
(¬1) في المحكم: " ضاقت عليك المصادر ".
(¬2) ذو الرمة.
(¬3) قال ابن برى: والمشهور في البيت: إذا قال حادينا أيا عجست بنا * خفاف الخطا مطلنفئات العرائك
(¬4) طرفة بن العبد، من معلقته.

الصفحة 2546