كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 6)

وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك: رأيتهو ومررت بهى ; لان كل مبنى فحقه أن يبنى على السكون، إلا أن تعرض علة توجب له الحركة. والتى تعرض ثلاثة أشياء: أحدها: اجتماع الساكنين، مثل كيف وأين. والثانى: كونه على حرف واحد، مثل الباء الزائدة. والثالث: الفرق بينه وبين غيره، مثل الفعل الماضي بنى على الفتح لانه ضارع بعض المضارعة، فقرق بالحركة بينه وبين ما لم يضارع، وهو فعل الامر المواجه به، نحو افعل. وأما قول الشاعر:
ما هي إلا شربة بالحوأب (¬1) * وقول بنت الحمارس:
هل هي إلا حظة أو تطليق (¬2) *
¬_________
(¬1) في الاصل: بالجوأب، بالجيم المعجمة، صوابه من اللسان. وبعده:
فصمدى من بعدها أو صوبي
(¬2) بعده:
أو صلف من بين ذاك تعليق:
(*) فإن أهل الكوفة قالوا: هي كناية عن شئ مجهول، وأهل البصرة يتأولونها القصة. وربما حذفت من هو الواو في ضرورة الشعر، كما قال (¬1) : فبيناه يشرى رحله قال قائل * لمن جمل رخو الملاط نجيب (¬2) وقال آخر (¬3) : إنه لا يبرئ داء الهدبد * مثل القلايا من سنام وكبد وكذلك الياء من هي، وقال:
دار لسعدى إذه من هواكا * وربما حذفوا الواو مع الحركة، وقال (¬4)
¬_________
(¬1) العجير السلولى.
(¬2) قال ابن السيرافى: الذى وجد في شعره: " رخو الملاط طويل ". وقبله: فباتت هموم الصدر شتى يعدنه * كما عيد شلو بالعراء قتيل وبعده: محلى بأطواق عتاق كأنها * بقايا لجين جرسهن صليل
(¬3) العجير السلولى.
(¬4) يعلى بن الاحول.

الصفحة 2558