كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 1)
باب الالف المهموزة:
قال أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، رحمه الله: نذكر في هذا الباب الهمزة الاصلية التى هي لام الفعل، فأما الهمزة المبدلة من الواو نحو: العزاء - الذى أصله عزاو، لانه من عزوت - أو المبدلة من الياء نحو الاباء - الذى أصله إباى، لانه من أبيت (¬1) - فنذكرهما في باب " الواو والياء " إن شاء الله تبارك وتعالى، ونذكر فيه أن همزة الاشاء، والالاء، غير أصلية (¬2) .
فصل الالف
[أجأ] أجأ، على فعل بالتحريك: أحد جبلى طيئ، والآخر سلمى، وينسب إليهما (¬3) الاجئيون، مثال: الاجعيون.
¬_________
(¬1) همزة " العزاء " مبدلة من الواو، يدلك على ذلك ما رواه ابن جنى عن أبى زيد، من أن " التعزوة " بضم الزاى، بمعنى العزاء، فياء التعزية على ذلك مبدلة من الواو. وأما الاباء فأصلها الياء، فإنك تقول: أبيت أن أفعل هذا، ولا تقول: أبوت.
(¬2) خالف " المجد " فيهما، فذكرهما في مهموز الاصل محتجا بنقل.
(¬3) الصواب: وينسب إليها، لان الضمير يعود إلى أجا، وهى مؤنثة.
[آأ] آء: شجر، على وزن عاع، واحدتها: آءة (¬1) . قال زهير بن أبي سُلْمى يصف الظليم: كأن الرحل منه (¬2) فوق صعل من الظلمان جؤجؤه هواء - أصك مصلم الاذنين أجنى (¬3) له بالسى تنوم وآء وآء أيضاً: حكاية أصوات. قال الشاعر: إنْ تَلْقَ عمْراً فقد لاقيتَ مدَّرِعا وليس من همه إبْلٌ ولا شاءُ في جحفل لَجِب جَمٍ صواهُله بالليل يُسمَع (¬4) في حافاته آء
فصل الباء
[بأبأ] أأبأت الصبى (¬5) ، إذا قلت له: بأبى أنت وأمى. قال الراجز:
¬_________
(¬1) الصحيح عند أهل اللغة: أنه ثمر السرح. وزاد ابن برى في حاشية الصحاح: " ولا يعكر عليه قول شرذمة منهم: إنه اسم للشجر، لانهم قد يسمون الشجر باسم ثمره، ألا ترى إلى قوله تعالى: " فأنبتنا فيها حبا وعنبا "؟ وفى اللسان: الآء أيضا: صياح الامير بالغلام.
(¬2) في ديوانه " منها ".
(¬3) أجنى الشجر: صار له جنى يؤكل.
(¬4) في اللسان: تسمع، بالتاء.
(¬5) وبأبأت به.
الصفحة 34
2563