كتاب الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (اسم الجزء: 2)

وذلك أنهم كانوا إذا خافوا من وباءٍ بلدٍ عَشروا كتَعْشيرِ الحِمار قبل أن يدخلوها، وكانوا يزعُمون أنَّ ذلك ينفعهم. وأعْشارُ الجزور: الأنصباء. قال امرؤ القيس: وما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضربي * بسهمَيْكِ في أعْشارِ قلبٍ مقتل - يعني بالسهمين: الرقيبَ والمُعَلَّى من سهام المَيْسر، أي قد حُزْتِ القلبَ كلَّه (¬1) . وبرمةٌ أعْشارٌ، إذا انكسرت قطعاً قطعاً. وقلبٌ أعْشارٌ جاء على بناء الجمع، كما قالوا: رُمح أقصادٌ. والأعْشارُ: قوادمُ ريشِ الطائر. قال الشاعر (¬2) : إن تكن كالعقاب في الجو فالقع‍ * - بان تهوى كواسر الاعشار - وتعشار، بكسر التاء: موضع قال الشاعر: لنا إبل يعرف الذعر بينها (¬3) * بتعشار مرعاها قسا فصرائمه -
[عشزر] العشنزر: الشديد. أنشد أبو عبيدة لابي الزحف الكليبي:
¬_________
(¬1) انظر تحقيق هذا المعنى بإسهاب في كتاب الميسر والازلام، من تأليف عبد السلام هارون.
(¬2) هو الاعشى.
(¬3) في اللسان: " لم تعرف الذعر ".
ودون ليلى بلد سمهدر * جدب المندى عن هوانا أزور * ينضى المطايا خمسه العشنزر * المندى: حيث يرتع. والانثى عشنزرة. قال الهذلى (¬1) في صفة الضبع: عشنزرة جواعرها ثمان * فويق زماعها وشم حجول - وصفها بكثرة الجعر، كأن لها جواعر كثيرة كما يقال: فلان يأكل في سبعة أمعاء وإن كان له معى واحد. وهو مثل لكثرة أكله.
[عصر] العَصْرُ: الدهر، وفيه لغتان أخريان: عصر وعصر، مثل عسر وعسر. قال امرؤ القيس: الأعم صباحا أيها الطللُ البالي * وهل يَعِمْنَ من كان في العُصُرِ الخالي - والجمع عصور. قا العجاج: والعصر قبل هذه العُصورِ * مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ - والعَصْرانِ: الليل والنهار. قال حميد ابن ثَور: ولن يَلبَثَ العَصْرانِ يومٌ وليلةٌ * إذا طَلبا أن يدركا ما تيمما -
¬_________
(¬1) هو الاعلم حبيب بن عبد الله.

الصفحة 748