كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

فَكَذَا التَّوْبَة كَمثل اغتساله فِي النَّهر العجاج ثمَّ يرجع دينه حَتَّى يتدرع مسك وَتلك الْأَمْثَال
وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَن لَيْسَ فِي هَذِه الْأمة نفاق وَسُئِلَ حُذَيْفَة عَن النِّفَاق فَقَالَ أَن تَتَكَلَّم بِاللِّسَانِ وَلَا تعْمل بِهِ
وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَن الْإِيمَان وَالْإِسْلَام اسْم وَاحِد لَيْسَ للْإيمَان على الْإِسْلَام فَضِيلَة فِي الدرجَة وَهَذَا سعد بن أبي وَقاص يَقُول إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعْطى رجَالًا وَلم يُعْط رجلا مِنْهُم شَيْئا فَقلت يَا رَسُول الله أَعْطَيْت فلَانا وَلم تعط فلَانا وَهُوَ مُؤمن فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَو مُسلم قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ الزهرى فزى الْإِيمَان الْكَلِمَة وَالْإِسْلَام الْعَمَل فَهَذَا إِجْمَاع كَلَام المرجئة
بَاب ذكر الروافض وأجناسهم ومذاهبهم

قَالَ أَبُو الْحُسَيْن الملطى رَحْمَة الله عَلَيْهِ قد ذكرت الإمامية وَالرَّدّ عَلَيْهَا إِلَّا أَن أَبَا عَاصِم قَالَ الرافضة خَمْسَة عشر صنفا ثمَّ تفترق على مَا يمقتهم الله فروعا كَثِيرَة
فَمنهمْ صنف زَعَمُوا أَن عليا إِلَه من دون الله تَعَالَى وَإِنَّمَا هُوَ روح رمى فِي الْجَسَد كَقَوْل النَّصَارَى فِي عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام زَعَمُوا أَنه إِلَه تَعَالَى الله عَمَّا يَقُولُونَ علوا كَبِيرا
قَالَ أَبُو الْحُسَيْن قد ذكرت فِي هَذَا الْكتاب حَدِيث الشعبى وَمَا قَالَ هَؤُلَاءِ فِيهِ فَلَمَّا نفاهم عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام عَن الْبِلَاد فَمنهمْ عبد الله بن سبأ يهودى من يهود صنعاء نَفَاهُ إِلَى ساباط وَأَبُو الكردوس نَفَاهُ إِلَى الْجَابِيَة
وَمِنْهُم صنف يُقَال لَهُم البيانية وَإِنَّمَا سموا البيانية بِبَيَان قَالُوا إِن عليا يعلم

الصفحة 156