كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

قَالَ صل خَلفهم قَالَت قلت قد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن النَّاس يكثرون وَإِن أَصْحَابِي يقلون فَلَا تسبوا أَصْحَابِي لعن الله من سبهم وَقَالَت عَائِشَة رَحمهَا الله أمروا بالاستغفار لَهُم فسبوهم وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَو أنْفق أحدكُم مثل أحد مَا أدْرك مد أحد وَلَا نصيفه وأوتى عمر بن عبد الْعَزِيز رَحْمَة الله عَلَيْهِ بِرَجُل سبّ عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ لم سببته قَالَ أبغضته قَالَ أَو كلما أبغضت أحدا سببته قَالَ فَضَربهُ عمر ثَلَاثِينَ سَوْطًا
وَمِنْهُم صنف يُقَال لَهُم المغيرية زَعَمُوا أَنه من ظلم نَفسه من عترة على فَلَا حِسَاب عَلَيْهِ وَلَا عَذَاب وَلَا وقُوف عَلَيْهِ وَلَا سُؤال وَإِن ترك الْفَرَائِض وَركب العظائم وأشرك بِاللَّه وَزَعَمُوا أَن أَبَا طَالب فِي الْجنَّة كذب أَعدَاء الله لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة دخل عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده أَبُو جهل بن هِشَام وَعبد الله بن أُميَّة فَقَالَا يَا أَبَا طَالب أترغب عَن مِلَّة عبد الْمطلب فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَسْتَغْفِرَن لَك مَا لم أَنه عَنْك فَأنْزل الله عز وَجل {إِنَّك لَا تهدي من أَحْبَبْت وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء وَهُوَ أعلم بالمهتدين} وَنزلت أَيْضا {مَا كَانَ للنَّبِي وَالَّذين آمنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا للْمُشْرِكين وَلَو كَانُوا أولي قربى من بعد مَا تبين لَهُم أَنهم أَصْحَاب الْجَحِيم وَمَا كَانَ اسْتِغْفَار إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ إِلَّا عَن موعدة وعدها إِيَّاه فَلَمَّا تبين لَهُ أَنه عَدو لله تَبرأ مِنْهُ إِن إِبْرَاهِيم لأواه حَلِيم}
وَعَن عِكْرِمَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِن أبي كَانَ يعْتق الرّقاب وَيكرم الضَّيْف وَيعرف حق ابْن السَّبِيل فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهَل قَالَ مرّة اللَّهُمَّ قنى عَذَاب النَّار قَالَ لَا قَالَ فَلَا شَيْء قَالَ

الصفحة 161