كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ أعزة على الْكَافرين يجاهدون فِي سَبِيل الله وَلَا يخَافُونَ لومة لائم ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَالله وَاسع عليم) قَالَ أنس قَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ نظرت إِلَى أَقْدَام الْمُشْركين وَنحن فِي الْغَار وهم على رؤوسنا فَقلت يَا رَسُول الله لَو أَن أحدهم نظر إِلَى قَدَمَيْهِ أبصرنا تَحت قَدَمَيْهِ قَالَ يَا أَبَا بكر مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما وَحلف أَبُو هُرَيْرَة وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ لَوْلَا أَبَا بكر اسْتخْلف مَا عبد الله وكما قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَو كَانَ بعدى نبى لَكَانَ عمر بن الْخطاب وكما قَالَ عبد الله كَانَ إِسْلَام عمر فتحا وَكَانَت هجرته نصرا وَكَانَت إمارته رَحْمَة وَلَقَد رَأَيْتنَا وَمَا نستطيع أَن نصلى عِنْد الْبَيْت حَتَّى أسلم عمر فَقَاتلهُمْ حَتَّى تركونا فصلينا
وَمِنْهُم صنف يَزْعمُونَ أَن الْمُتْعَة حَلَال وَالتَّزْوِيج بِلَا ولى وَلَا شُهُود وَلَا صدَاق قَالُوا الله وَليهَا وَالْمَلَائِكَة شهودها وَالْإِسْلَام صَدَاقهَا ويكسرون يَد الْمَيِّت إِذا مَاتَ لِئَلَّا يَأْخُذ كِتَابه بِشمَالِهِ يَوْم النشور وأنكروا أَن الله يُعِيد الْخلق كَمَا بدأهم وَقَالُوا إِذا طلق الْمُطلق ثَلَاثًا فَلَا شَيْء عَلَيْهِ لِأَنَّهُ خَالف السّنة وهى امْرَأَته على حَالهَا وحرموا صيد الْبَحْر الَّذِي أحله الله مَا لم يكن عَلَيْهِ قشر اتبعُوا فِي ذَلِك الْيَهُود وَقَالُوا بقَوْلهمْ وَتركُوا الْمسْح على الْخُفَّيْنِ خلافًا للأثر وَالسّنة وشهدوا شَهَادَة الزُّور
وَزَعَمُوا أَنهم يقبلُونَ مِنْهُ الدّين إِذا علمهمْ بأعلامهم فَكيف يعرض الدُّنْيَا فِي أَشْيَاء من قَوْلهم خالفوا بهَا كتاب الله عز وَجل وآثار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

الصفحة 163