كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

هَذَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أَيّمَا امْرَأَة تزوجت بِغَيْر أذن وَليهَا فنكاحها بَاطِل فَإِن تشاجروا فالسلطان ولى من لَا ولى لَهُ
وَمِنْهُم صنف قَالُوا إِن عليا أفضل النَّاس كلهم وطعنوا على أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان رَضِي الله عَنْهُم وَقدمُوا عليا فِي الْخلَافَة فَصَارَ هَؤُلَاءِ بطعنهم وتقديمهم رافضة يُقَال لَهُم الخشبية كذب أَعدَاء الله أدعوا على على مَا لم يدع وَلم يقل وَقَالَ قيس سَمِعت عليا يَقُول سبق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصلى أَبُو بكر وَثلث عمر ثمَّ خبطتنا فتْنَة فَهُوَ مَا شَاءَ الله قَالَ أَبُو جُحَيْفَة خيرنا بعد نَبينَا أَبُو بكر ثمَّ عمر
قَالَ أَبُو الْحُسَيْن وَالَّذِي أجمع عَلَيْهِ أهل الْعلم ان عليا كَانَ دَاخِلا وخارجا وَأقَام رَسُول الله مَرِيضا أَيَّامًا وَلَو قَالَ يصلى بِالنَّاسِ عَليّ لَكَانَ النَّاس تبعا لعَلي فِي الصَّلَاة وَفِي أَمر دنياهم كَمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قدم أَبَا بكر للصَّلَاة ة الصَّلَاة عَمُود الدّين قدمه الصَّحَابَة لدينهم ودنياهم وَأمر رَسُول الله طَاعَة مفترضة
وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَن عليا أفضل النَّاس كلهم وَيَقُولُونَ لَا نطعن على أبي بكر وَعمر ويطعنون على عُثْمَان ويزعمون أَنه نكث وَغير فصاروا بطعنهم على عُثْمَان وتقديمهم عليا رافضة يُقَال لَهُم الزيدية
وَالَّذِي أجمع عَلَيْهِ كل مُؤمن أَن الصَّحَابَة أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اجْتَمعُوا على بيعَة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وقدموه وَعلي مَعَهم فَلَو علم عَليّ أَن لَهُ حَقًا لم يبايعه وبيعة عُثْمَان أوكد من بيعَة أبي بكر فَإِن زَعَمُوا أَنهم اخْتلفُوا

الصفحة 164