كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

فقد كَانُوا يَوْم اجْتَمعُوا أصوب رَأيا مِنْهُم يَوْم اخْتلفُوا لَا شكّ فِي ذَلِك وَقد بَان حَظّ من اخْتلف عَلَيْهِ لهَذِهِ الْأمة إِلَى يَوْم النَّاس هَذَا وَلَا سِيمَا لأهل الْمعرفَة مِنْهُم
قَالَ سعد بن أبي وَقاص لما ولى عُثْمَان لبث زَمَانا لَا يُنكرُونَ عَلَيْهِ شَيْئا ثمَّ أَنْكَرُوا عَلَيْهِ شَيْئا وركبوا مِنْهُ مَا هُوَ أعظم مِنْهُ وَالَّذِي قَالَ أهل الْعلم إِنَّه لَا بيعَة أجمع وَلَا أوفق وَلَا أوكد من بيعَة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَأَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بَالغ فِي النَّصِيحَة لأهل الْإِسْلَام ووفق وَإِذا قَالَ لكم قَائِل من أهل الشِّيعَة إِن أَبَا بكر الصّديق أفضل النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعلي أحب إِلَى مِنْهُ فألحقوه بِأَهْل الْبدع فَإِنَّهُ قد خَالف ببدعته من مضى
فَهَذَا إِجْمَاع كَلَام الرافضة والشيعة فَأَما مَا وصفوا بِهِ ونعتوا بِهِ أَيْضا فقد تقدم ذكر الحَدِيث بِطُولِهِ فِي الْجُزْء الأول من حَدِيث مَالك بن مغول لما قَالَ قلت للشعبى مَا ردك عَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَقد قَالَ سُفْيَان إِن قوما يَقُولُونَ لَا نعلم فِي أبي بكر وَعمر إِلَّا خيرا وَلَكِن على أَحَق بِالْولَايَةِ مِنْهُمَا فَمن قَالَ ذَلِك فقد خطأ أَبَا بكر وَعمر والمهاجرين وَالْأَنْصَار وَمَا أرى يرْتَفع لَهُ عمل مَعَ هَذَا إِلَى السَّمَاء
وَقد شرحت أَيْضا ذكر الإمامية فِي هَذَا الْجُزْء وهم ثمانى عشرَة فرقة ليظْهر لكم الْبَيَان إِن شَاءَ الله وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
بَاب ذكر الْقَدَرِيَّة ونعتهم ومذاهبهم واعتقادهم

وَأما الْقَدَرِيَّة فهم سبع فرق وهم أَصْنَاف
فصنف مِنْهُم يَزْعمُونَ أَن الْحَسَنَات وَالْخَيْر من الله وَالشَّر والسيئات من

الصفحة 165