كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

وَقَالَ {فَالتقى المَاء على أَمر قد قدر} أَي قد كَانَ قدر قبل الْبلَاء وَقَالَ وَمَا تشاءون إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين وَقَالَ {وكل إِنْسَان ألزمناه طَائِره فِي عُنُقه وَنخرج لَهُ يَوْم الْقِيَامَة كتابا يلقاه منشورا} وَقَالَ {يحول بَين الْمَرْء وَقَلبه} وَقَالَ {هُوَ الَّذِي خَلقكُم فمنكم كَافِر ومنكم مُؤمن} وَقَالَ {كَمَا بَدَأَكُمْ تعودُونَ} وَفِي الْقُرْآن مثل هَذَا كثير
وَقد قدمت قبل هَذَا شَيْئا عِنْد ذكر خلَافَة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَقد خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبِيَدِهِ مخصرة والمخصرة هِيَ مَا أمسك الْإِنْسَان بِيَدِهِ من عصاة أَو عكاز أَو غَيره وَمِنْه أَن يمسك الرجل بيد صَاحبه فَيُقَال فلَان مخاصر فلَان يَعْنِي آخذ بِيَدِهِ وَالرجل يصلى مُخْتَصرا لَيْسَ من هَذَا إِنَّمَا ذَلِك أَن يُصَلِّي وَهُوَ وَاضع يَده على خصره
وَقد تقدم ذكر الحَدِيث لما غشى على عبد الرَّحْمَن بن عَوْف ظنُّوا أَن نَفسه قد خرجت فَلَمَّا أَفَاق قَالَ غشى على قَالُوا نعم قَالَ صَدقْتُمْ إِنَّه أَتَانِي ملكان فِي غشيتي هَذِه فَقَالُوا انْطلق نخاصمك إِلَى الْعَزِيز الْأمين قَالَ فلقيهما ملك فَقَالَ ردُّوهُ فَإِن هَذَا مِمَّن كتبت لَهُم السَّعَادَة وهم فِي بطُون أمهاتهم وسيمتع الله بِهِ نبيه فَعَاشَ شهرا ثمَّ مَاتَ
وَقَالَ الْحسن من كذب بِالْقدرِ فقد كذب بِالْقُرْآنِ وَقَالَ ابْن عَبَّاس الْعَجز والكيس بِالْقدرِ

الصفحة 167