كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

خَاتمًا فَإِذا صَمد فك الْخَاتم ثمَّ عَارض فَلَا يُغَادر صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة وَذَلِكَ قَوْله عز وَجل {مَا تسْقط من ورقة إِلَّا يعلمهَا وَلَا حَبَّة فِي ظلمات الأَرْض وَلَا رطب وَلَا يَابِس إِلَّا فِي كتاب مُبين} وَعَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَا تجالسوا أهل الْقدر وَلَا تفاتحوهم وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهُمَا أُوتى رَسُول الله بصبي من الْأَنْصَار ليُصَلِّي عَلَيْهِ قَالَت فَقلت طُوبَى لَهُ عُصْفُور من عصافير الْجنَّة لم يعْمل شرا وَلَا يدره قَالَ أَو غير ذَلِك يَا عَائِشَة إِن الله خلق الْجنَّة وَجعل لَهَا أَهلا وهم فِي أصلاب آبَائِهِم
وَعَن ابْن عَبَّاس يمحو الله مَا يَشَاء وَيثبت قَالَ الشَّقَاء والسعادة والحياة وَالْمَوْت وَعَن الْحسن بن عَليّ قَالَ رفع الْكتاب وجف الْقَلَم وَأُمُور تقضي فِي كتاب قد خلا
وَقَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ خلق الله تَعَالَى الْخلق فَكَانُوا فِي قَبضته فَقَالَ لمن فِي يَمِينه أدخلُوا الْجنَّة بِسَلام وَقَالَ لمن فِي يَده الْأُخْرَى أدخلُوا النَّار وَلَا أُبَالِي قَالَ فَذَهَبت إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
قَالَ عمر بن ذَر دخلت على عمر بن عبد الْعَزِيز وَسَأَلنَا عَن قبائلنا ثمَّ تكلم رجل منا فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَشهد شَهَادَة الْحق فَقَالَ عمر إِن الله كَمَا شهِدت وكما عظمت وَلَكِن لَو حمل خلقه من حَقه بِقدر عَظمته لم يحمل ذَلِك سَمَاء وَلَا ارْض وَلَا جبل وَلَكِن أَرَادَ بعباده الْيُسْر وَرَضي مِنْهُم بِالتَّخْفِيفِ فَفرض عَلَيْهِم فِي كل يَوْم وَلَيْلَة خمس صلوَات وَفِي كل عَام صِيَام شهر وَذكر مَا شَاءَ الله من الْفَرَائِض وَقَالَ ذَلِك فِي آيَة من كتاب الله عقلهَا

الصفحة 171