كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

من عقلهَا وجهلها من جهلها ثمَّ قَرَأَ {فَإِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ} أَي من دون الله {مَا أَنْتُم عَلَيْهِ بفاتنين إِلَّا من هُوَ صال الْجَحِيم} وَكَانَ منا رجل يرى رأى الْقدر بِخِلَاف مَا تكلم بِهِ
وَقَالَ ابْن مَسْعُود لَا يرى رجل طعم الْإِيمَان حَتَّى يُؤمن بِالْقدرِ أَنه ميت ومبعوث من بعد الْمَوْت قَالَ ابْن عَبَّاس قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أَمر الله مناديا فَنَادَى أَيْن خصماء الله فَيقومُونَ مسودة وُجُوههم مزرقة أَعينهم مَا يَلِي شفاههم يسيل لعابهم ويقذرهم من يراهم فَيَقُولُونَ رَبنَا وَالله مَا عَبدنَا شمسا وَلَا قمرا وَلَا حجرا وَلَا وثنا قَالَ ابْن عَبَّاس صدقُوا وَالله لقد أَتَاهُم الشّرك من حَيْثُ لَا يعلمُونَ ثمَّ تَلا ابْن عَبَّاس يَوْم يَبْعَثهُم الله جَمِيعًا فَيحلفُونَ لَهُ كَمَا يحلفُونَ لكم وَيَحْسبُونَ أَنهم على شَيْء أَلا إِنَّهُم هم الْكَاذِبُونَ قَالَ ابْن عَبَّاس هم وَالله القدريون ثَلَاث مَرَّات
وَعَن بجير بن عبيد الله عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يكون فِي آخر أمتِي قوم يكذبُون بِالْقدرِ عَلَيْهِم مسوك الكباش قُلُوبهم قُلُوب الذئاب الضوارى وبعزة رَبِّي وجلاله لَو أَن لكل وَاحِد مِنْهُم مثل أحد ذَهَبا وَفِضة مُنْقَطِعَة فأنفقها فِي سَبِيل الله مَا تقبل مِنْهُ حَتَّى يُؤمن بِالْقدرِ خَيره وشره حلوه ومره إِلَّا فَلَا تُجَالِسُوهُمْ فيشركون بِاللَّه فتشركوا مَعَهم {فيسبوا الله عدوا بِغَيْر علم} هَكَذَا قَرَأَهَا ابْن سَلام وَإِن غَابُوا فَلَا تفتقدونهم وَإِن مرضوا فَلَا تعودوهم وَإِن مَاتُوا فَلَا تشيعوهم شيعَة الدَّجَّال حق على الله أَن يلحقهم بِهِ وَهُوَ مجوس هَذِه الْأمة

الصفحة 172