كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

وَالَّذِي جَاءَ فِي الْخَوَارِج وَإِذا التقى المسلمان بسيفيهما وأتى رجل الْحسن فَقَالَ يَا أَبَا سعيد إِن هَؤُلَاءِ استنفرونى لأقاتل الْخَوَارِج فَمَا ترى فَقَالَ إِن هَؤُلَاءِ أخرجتهم ذنُوب هَؤُلَاءِ وَأَن هَؤُلَاءِ يرسلونك تقَاتل ذنوبهم فَلَا تكن الْقَتِيل مِنْهُم فَإِن الْقَوْم أهل خُصُومَة يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ خريم
(وَلست بِقَاتِل رجل يصلى ... على سُلْطَان آخر من قُرَيْش)
(لَهُ سُلْطَانه وعَلى ذنبى ... معَاذ الله من سفه وطيش)
(أأقتل مُسلما فِي غير ذَنْب ... فلست بنافعى مَا عِشْت عيشى)
وَقَالَ مَرْوَان بن الحكم لأيمن بن خريم أَلا تخرج تقَاتل فَقَالَ إِن أبي وعمى شَهدا بَدْرًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإنهما عهدا إِلَى أَن لَا أقَاتل أحدا يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله فَإِن جئتنى بِبَرَاءَة من النَّار قَالَ أخرج فَلَا حَاجَة لنا فِيك وَأوصى أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ ابْن سلمَان العبدى فَقَالَ أعلم أَنه من صلى الْخمس صلوَات فَإِنَّهُ يصبح فِي ذمَّة الله ويمسى فَلَا تقتلن أحدا من أهل ذمَّة الله فتخفره فِي ذمَّته فيكبك الله على منخرك فِي النَّار وَقَالَ مُحَمَّد بن سِيرِين أُرِيد سعيد بن مَالك على الْخلَافَة فَأَهوى بِيَدِهِ إِلَى قَمِيصه فَقَالَ مَا أَنا بِأَحَق بالخلافة منى بِكَلِمَة ذكرهَا وَمَا أَنا بِالَّذِي أقَاتل حَتَّى تأتونى بِسيف يتَكَلَّم يعرف الْمُسلم وَالْكَافِر يَقُول للْمُسلمِ هَذَا مُسلم فَلَا تقتله وَهَذَا كَافِر فاقتله وَلَا أبخع نفسى إِن كَانَ رجل هُوَ أفضل منى وَخير قد جاهدت وَأَنا أعرف الْجِهَاد
وَقَالَ الزهرى لما خرجت الحرورية قيل لصبيغ قد خرج قوم يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا قَالَ هَيْهَات قد نفعنى الله بموعظة الرجل الصَّالح وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ ضربه حَتَّى سَالَتْ الدِّمَاء على رجلَيْهِ أَو قَالَ على عَقِبَيْهِ وَقَالَ طَاوس جَاءَ صبيغ إِلَى عمر فَقَالَ من أَنْت فَقَالَ أَنا عبد الله صبيغ قَالَ فَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء فعاقبه وخرق كتبه وَكتب إِلَى أهل الْبَصْرَة لَا تجالسوه

الصفحة 181