كتاب أصول الوصول إلى الله تعالى

عبدالعزيز بن سلمان , كانت رابعة - رحمها الله - تسميه: " سيد العابدين " .. كان رحمه الله يقول: ما للعابدين والنوم!! , لا نوم والله فى دار الدنيا إلا نوم غالب .. ويقول عنه ابنه محمد: كان أبى إذا قام من الليل ليتهجد , سمعت فى الدار جلبة شديدة , واستقاء للماء الكثير , قال: فنرى أن الجن كانوا يستيقظون للتهجد فيصلون معه.
وهذه عجردة العمية - رحمها الله .. قال عنها رجاء بن مسلم العبدى: كنا نكون عند عجردة العمية فى الدار , فكانت تحيى الليل صلاة , وربما قال: تقوم من أول الليل إلى السحر , فإذا كان السحر نادت بصوت لها محزون: إليك قطع العابدون دجى الليالى , بتكبير الدلج إلى ظلم الاسحار , يستبقون إلى رحمتك وفضل مغفرتك , فبك إلهى لا بغيرك أسألك أن تجعلنى فى أول زمرة السابقين إليك , وأن ترفعنى إليك فى درجة المقربين , وأن تلحقنى بعبادك الصالحين , فأنت أكرم الكرماء , وأرحم الرحماء , وأعظم العظماء. ثم تخر ساجدة , فلا تزال تبكى وتدعو فى سجودها , حتى يطلع الفجر , فكان ذلك دأبها ثلاثين سنة.
وقيل لعفيرة العابدة: إنك لا تنامين الليل , فبكت وقالت: ربما اشتهيت أن أنام فلا أقدر عليه , وكيف ينام أو يقدر على النوم من لاينام عنه حافظاه ليلا ولا نهارا؟!
هؤلاء نساء!! , فأين أنتم يا رجال؟!! .. يا حسرة على الرجال!!.

الصفحة 236