كتاب أصول الوصول إلى الله تعالى

التكلم والسماع فكم كنت تدفع؟! .. أنطقك وخلقكم ولا يريد منك شيئا , " قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء "
(فصلت: 21) .. اللهم كما أنطقتنا بقدرتك وعظمتك امنن علينا بحبك .. وامنن علينا بمطالعة نعمك لنحبك .. اللهم ارزقنا حبك يا رب.
ماذا كنت تصنع - أخى فى الله - لو كان هناك فاتورة على كل نعمة من هذه النعم؟!! .. فطالع نعم الله , واشكره عليها , وأحبه من كل قلبك , فلا شك أن من يطالع نعم الله عليه تترى فيراها بقلبه وعينه - لا شك أنه سيذوب حبا فى الله .. فهو سبحانه - يعطيك ولا ينتظر منك شيئا , عكس المخلوق تماما , فالتجار جمعيا يتعاملون معك ليربحوا منك , أما الله: فهو سبحانه - وحده الذى يتاجرمعك لتربح عليه .. يعطيك حين يجد فى قلبك حبا له , فأحببه فهو المعطى .. أحببه ليعطيك .. أحببه ليحبك.
الشاهد: أن المحبة تنبت من مطالعة المنة , قال الله: " فاذكروا آلاء الله " (الأعراف: 74) .. ذكر النعم ينبت المحبة.
والدى - اللهم ارحمه وموتى المسلمين - كان إذا تعب يقول له الناس: مالك؟ فيقول: الحمد لله , لا تقل مالك؟ لأن بعض الناس إذا قلت له: مالك؟ يقول: عندى صداع , والصداع جاءنى بسبب ارتفاع الضغط , وارتفاع الضغط أصله تعب فى المعدة , وسبب ارتفاع النبض ارتفاع النبض ارتفاعا فى درجة الحرارة .. ويظل يعدد وكانه يشتكى ربه للناس .. فوالدى - يرحمه الله - يقصد: أن لا تفتح للناس باب الشكوى , ولكن افتح لهم باب ذكر النعم.

الصفحة 298