كتاب أصول الوصول إلى الله تعالى

تجد الناس إذا سألتهم: كيف الأخبار؟ يقولون لك: لبنت مريضة , وزوجتى لا أدرى ماذا بلاها .. ونحن نسكن فى الدور الارضى , والارضى فيه رطوبة , ثم إن الجيران فى وجوهنا فلا نستطيع أن نفتح الشباك , والاطفال يلعبون فى الشارع يزعجوننا .. وهكذا .. شكوى .. شكوى .. فيعيشون يشتكون دوما!!
سبحان الله! , هل وجدت إنسانا تجلس معه فيقول: عن الله أعطانى .. وأعطانى؟! .. هل فعلت أنت؟! .. هل جلست مع الناس مرة وقلت: والله العظيم إن الله أكرمنى .. فقد كنت فقيرا لا أجد لقمة فأعطانى , وأغنانى .. الحمد لله نجانى ولم اكن أستحق .. لم أكن أستاهل , ولكنه - سبحانه - وهبنى زوجة صالحة , وأعطانى شقة , ووهبنى أولادا , وصحتى والحمد لله ممتازة .. الحمد لله الحمد لله عملى هادىء فزملائى يحبوننى .. والفضل لله , والمرتب كاف .. وبفضل الله , الامور على ما يرام .. هل جلس معك أحد فقال لك هذا الكلام؟!!
انك اليوم فى كل مجالسك تشتكى للناس الصداع والمشاكل والمغص والزوجة والعيال والبيت والشغل والهم والنكد .. رغم ان الله امر بالعكس قال - تعالى - " وأما بنعمة ربك فحدث " (الضحى: 11) .. فأين حديثك بالنعمة؟! اين حبك؟! .. الحب ينبت من مطالعة المنة.
كنت مرة اقوم بعمرة - واقول لذلك لاعلمك كيف تعمل - كنت مريضا بعض الشئ ولله الحمد والمنة - فبعد ان طفت وجدت ان رجلى تؤلمنى فلا استطيع ولا اقدر فأجرت كرسيا - ويؤجر هناك بخمسين

الصفحة 299