كتاب أصول الوصول إلى الله تعالى

يقول الإمام النووى - رحمه الله تعالى - فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ازهد فى الدنيا يحبك الله , وازهد فيما عند الناس يحبك الناس " [صححه الألباني]:
" الزهد ترك ما لا يحتاج إليه من الدنيا وإن كان حلالا , والاقتصار على الكفاية " , والورع: ترك الشبهات , قالوا: وأعقل الناس الزهاد , لأنهم أحبوا ما أحب الله , وكرهوا ما كره الله من جميع الدنيا , واستعملوا الراحة لأنفسهم .. وللشافعى رحمه الله فى ذم الدنيا:
ومن يذق الدنيا فإنى طعمتها ... وسبق إلينا عذبها وعذابها
فلم أرها إلا غرورا وباطلا ... كما لاح فى ظهر الفلاة سرابها
وما هى إلا جيفة مستحيلة ... عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها ... وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فدع فضلات الأمور فإنا ... حرام على نفس التقى ارتكابها
قوله: " حرام على نفس التقى ارتكابها " يدل على تحريم الفرح بالدنيا , وقد صرح بذلك البغوى فى تفسير قوله - تعالى -: " وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا " (الرعد: 26) , ثم المقصود بالدنيا المذمومة: طلب الزائد على الكفاية , أما طلب الكفاية فواجب.
قال الشافعى رحمه الله: " طلب الزائد من الحلال عقوبة ابتلى الله بها أهل التوحيد ".
وقد مدح الله المقتصدين فى العيش فقال: " وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ

الصفحة 312