كتاب أصول الوصول إلى الله تعالى

يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا " (الفرقان: 67) .. وكان يقال: القصد فى المعيشة يكفى عنك نصف المؤنة , والاقتصاد: الرضا بالكفاية ".
أحد الناس - أسأل الله أن يفرج كربه ويقضى دينه - قال لى: أنا أدفع للبنك ستين ألف جنيه ربا كل شهر , قلت له: لو أن ستين ألف جنيه تصدق بها على الفقراء كل شهر فكم تغنى فى الآخرة؟! .. يريد أن يسدد بعد أن تورط وعاش الهم والغم ليل ونهار .. اللهم تب على كل عاص مراب .. نعم: الربا حرب على الله .. قال هذا الرجل: ولذلك إذا قابلنى أحد فى الدنيا أقول له: " سكة البنوك سكة الخراب " .. أسأل الله أن يصرف الربا عن المسلمين .. اللهم إنا نعوذ بك من الربا والزنا والغنا والوبا.
فلو أن هذا المال المكنوز صرف فيما يرضى الله , لارتاح الناس وسعدوا ولاطمأنوا ورضى الله عنهم .. كثير من الناس من يسأل باستمرار: ابتعدت عن البنك ولم أضع أموالى فيه فماذا أصنع؟ .. أشغلها فى مشروع؟! .. ولكنى أخاف من الخسارة! أقول: تصدق بها على الفقراء ينفعك عند الله وهذا هو التشغيل الحقيقى لها .. التصدق بها.
نعم: عندك زيادة فى المال تريد أن تضعها فى البنك أو تعمل بها مشروعا .. لا .. بل تصدق بها على الفقراء , فوالله الذى لا إله إلا هو ,

الصفحة 313