كتاب من أجل التغيير

ما سيجري. ماذا يعلن عن الامتحانات المقبلة؟ لقد ترك (سقراط)، فيما ترك، كلمة خالدة حينما تكلم عن (قارضي الأفكار). حيثما تفوح رائحة فكرة ما، تستيقظ عند الدخداخيات غريزة الحيوان المتوحش، الذي يشتم فريسته. إنها (قارضة الأفكار). لقد اكتسبت، أو بالأحرى، أكملت تجربتي حول هذه النقطة، من الزاوية الصغيرة التي أراقب منها الأشياء. فنذ خمس سنين، استدعتني الحكومة الجزائرية من الخارج لإنشاء مركز للتوجيه الثقافي. ولقد أنشأته بالفعل في الزاوية الصغيرة التي أنا فيها الآن. وهو يعمل منذ أربع سنوات. وفي برنامجه ملف مشروع المرسوم القاضي بإنشائه، والذي لم ينشر في الجريدة الرسمية حتى الآن. ولا يزال هذا الملف في الواقع محفوظا منذ ثلاث سنوات، في خزانة المكتب التشريعي. ولقد سألت خلال هذه الفترة- الشخص اللطيف المسؤول عن هذا المكتب. فأجابني بلطف إن المرسوم سيعرض للتوقيع، حالما يقدم الوزراء رأيهم فيه، وإن بعض هم، وعلى الأخص وزير الاقتصاد آنذاك، لم يرسلوا رأيهم بعد. إنها الإجراءات العادية. ولكن، ما هو عادي في بلد ما، يصبح غير عادي في بلد آخر. إلا أن تشريعنا لم يتبدل منذ سنة 1962. وإذا كان يجب أن ننتظر الضوء الأخضر من بعض البيروقراطيين .. فإننا سننتظر طويلا. إذن لقد عمل المركز بوسائل مؤقتة. من جهة أخرى، لم يكن المركز مخصصا لإعطاء شهادات، بل لتقديم بعض الأفكار الجديدة، على الأخص في مجال الاقتصاد والثقافة في بلد من بلدان العالم الثالث؛ أي في مجال علم اجتماع البلدان النامية.
ولكنه، وفي هذا المجال بالضبط، يهم الدخداخيات كثيرا. وهو- لكونه لا يحظى بالغطاء الرسمي- يقدم فريسة سهلة لغريزة قرض الأفكار. عندها، لن أقول أكثر من ذلك رحمة بالقارئ.
رغم ذلك، يصبح من غير المجدي أن نندهش، لأن السيد (موسوي) لم يفكر في

الصفحة 42