كتاب الثورة البائسة
الداخلية التي تنتظر الفرج العاجل ستلتحق بتلك القوى الثائرة وتوحد صفوفها وتتعاون معها للقضاء على الزمرة الحاكمة. ان فيدل كاستروا اسقاط باتيستا بهذه الطريقة، وان أي شعب يريد الحياة يجب ان يتحرك على هذا النمط المعقول.
ان الوضع الداخلي في ايران الان مهدد بالانفجار، فقد بلغ الوضع إلى مرحلة من السوء لايمكن تصويره، ولكن لعدم وجود قوة منظمة تثبت وجودها وتستطيع استقطاب الملايين من الشعب الذين ينتظرون ساعة الخلاص بفارغ الصبر يستمر الخمينيون على كراسي الحكم شاهري سلاح الابادة والقمع، ان من السذاجة ان نتصور احتمال وقوع انقلاب عسكري يطيح بالنظام القائم في الوقت الراهن بسبب التصفية الشاملة التي تعرض لها القادة العسكريين الكبار وحتى الضباط منهم، ثم ان الحرس الثوري الذي اسسه الخميني على غرار أي أي النازي والحساسية الموجودة بين القوتين يجعل من الصعب ان يقوم العسكر بانقلاب ناجح، اما الثورة الداخلية على غرار ما حدث ضد الشاه فهذا ايضا صعب لسببين اساسيين، (اولهما) الارهاب الحاكم على البلاد والذي يفوق الارهاب الذي شهده الشعب الكمبودي في ظل نظام الخمر الحمر وزعيمهم بل بت، (والثاني) ان الشعب لايلتف بسهولة بعد الان حول اية شخصية سياسية تريد قيادته بسبب الخدعة الخمينية الكبرى، فاذا كان مرجعا دينيا مثل الخميني وهو يحمل على رأسه شعار الانتساب إلى رسول الله وبعد نضال طويل وحياة قضاها في العلم والتقوى والزهد يجسد بين عشية وضحاها قصة الشيطان ويخرج من جلده مشمرا ذراعيه لقتل العباد وافناء البلاد، ويخون ثقة الشعب وحسن ظنه به وبلبوسه وبمواعيده وهواليه مطمئن البال.
الصفحة 212
223