كتاب الثورة البائسة

فهل يستطيع شعب بعد هذا ان يلتف حول قائد ديني او سياسي او عسكري؟ كلا.
اني اعتقد ان اكبر خيانة ارتكبها الخميني وزمرته، انهم افسدوا ثقة الشعب وايمانهم بالثورة والقائد والنضال، فلذلك ليس من السهل تحريك الجماهير حول قائد جديد يقود الثورة المضادة، اللهم الا اذا كان ذلك القائد فذا يضع الامور في نصابها ويعيد الامن والاستقرار إلى البلاد ويقضي على هذه الفوضى السائدة، وتعدد مراكز القوى، ويسحب الاسلحة النارية من ايدي الناس، ويعيد إلى البلاد الامان والاستقرار والاطمئنان والكرامة المهدورة، فحينئذ يكسب ثقة الشعب لانه قدم اليهم مايرضيهم وماكانوا بحاجة ملحة اليه، والقائد الفذ لن ينتخب انتخابا بل يفرض نفسه على الشعب فرضا ويستقطب الجماهير من كل صوب وحدب.
وهنا اود اشير إلى موضوع خطير جدا ارجو ان لا يساء فهمه، وهو ان خلافنا مع الخميني وزمرته الحاكمين المعممين ليس ابدا لانهم رجال دين في ظاهر الاحوال يحكمون البلاد، فانا اول المؤمنين بسيادة الشعب على مصيره والسيادة الشعبية تعني ان الشعب حر في ان ينتخب من يشاء للحكم وتسير دفة البلاد، والسيادة الشعبية لا تتقيد بقيد، والديمقراطية لاتتجزأ ابدا، ورجل الدين الوطني المخلص كسائر الرجال يستطيع ان يتبوأ أي مقعد يقدمه اليه الشعب ويختاره لملثه، ونحن عاصرنا الاسقف مكاريوس رئيسا لجمهورية قبرص ووزراء معممين في دولة الرئيس عبد الناصر بمصر، ووزيرا وعالما فذا هو الشيخ محمد رضا الشبيبي في العراق، وفي ايران انتخب الامام الكاشاني رئيسا لمجلس الشورى وقبله توزر الامام السيد حسن المدرس، اذن المشكلة القصوى ليست المهنة والتخصص

الصفحة 213