كتاب الثورة البائسة

العلمي في الحاكمين ولا لبوسهم، بل المشكلة الخطيرة التي يعاني منها الشعب الايراني ونحن لها بالمرصاد هي ان الحكام الايرانيين معممين وغير معممين اغتصبوا الحكم بالتزوير والتزييف وهم يحكمون البلاد بالنار والحديد، وكل جرم وجريرة وفساد يرتكبونها ينسبونها إلى الاسلام تشويها لسمعته وخداعا للشعب.
ان الخميني وزمرته اذا كانو يحكمون ايران بالديمقراطية السليمة وكانوا يمثلون الشعب تمثيلا ديمقراطيا صحيحا لم يكن من حق احج ان يعترض على الشعب في انتخاب ممثليه، ولكن كما يعلم الجميع ان هؤلاء استولوا على الحكم بالخدعة والمكر ونصبوا انفسهم ولاة على الشعب في ظل دستور مزيف مهين، واستولوا على الحكم بفضل انتخابات مزيفة ومزورة بيضت وجه النظام الملكي المقبور، وعندما وجدوا ضالتهم اخذوا يستبدون بالامور كابشع طغاة التاريخ، واتخذوا القمع الدموي الرهيب الاداة الوحيدة لبسط سلطانهم على الشعب الذي كان يطالب بحقوقه المغتصبة، ولذلك فنحن نقول بصراحة اننا لسنا من انصار الرهبانية، فلا رهبانية في الاسلام بل اننا من انصار الحرية السليمة التي هي جزء لايتجزأ من الاسلام.
واذا قلنا على الزعامة الروحية ان تترفع عن المناصب الزمنية فهذا لا يعني انه حرام عليها ولكننا نود القول ان من الاليق والاولى على الزعيم الروحي ورجل الدين ان لايشغل نفسه الا بمهامه الروحية العليا التي هي اهم من اية مهمة اخرى. وبما اننا نؤمن بالازدواجية في هذا الكون، ونعتقد ان الانسان يتألف من روح وجسد ولكل منهما شأن خاص به، فكما يحتاج الانسان للرعاية الجسدية المادية يحتاج للرعاية الوحية، والرعاية الروحية اهم بكثير من اختها الجسدية، والمشاكل البشرية كلها تنمو من اهمال الجانب الروحي

الصفحة 214