كتاب الثورة البائسة
الإهداء
يا رسول الله يا نبي الرحمة، لقد تضافرت الفئة الضالة المضلة الحاكمة باسمك على رقاب المسلمين في تشويه رسالتك ونقاء صورتك، فصورت شريعتك السمحة السهلاء الرحماء، شريعة القتل والتعذيب والدمار والفناء.
وبذلت هذه العصابة بكل ما أوتيت من جهد وقوة وسلطان ومكر ودهاء أن تتخذ من اسمك العظيم ورسالتك التي كانت للناس نورا وكرامة ومزيدا، ذريعة لظلم العباد وخراب البلاد فجلس كبيرهم الذي علمهم السحر على صرح من الجماجم البشرية باسم الإسلام وحوله تجري انهار من الدماء والدموع.
لقد قتلوا العباد المخلصين باسم الله، وعذبوا خاصة الأولياء باسم الله وسلبوا ونهبوا أموال المؤمنين باسم الله، واقترفوا كل جرم وجريرة ونكر وفساد باسم الله، ولو أن يا رسول الله ويا إمام الهدى قدر لهذه العصابة النجاح والتوفيق في مآربها فلن يعبد الله في تلك الأرض ولن يذكر فيها اسمك، فها أنا قد نهضت لكي أردهم على أعقابهم واكشف سرهم وافضح أمرهم واجعلهم شذرا مذرا واستمد من الله الحول والقوة والعون والتوفيق والنجاح المكلل بالنصر المبين.
واليك يا رسول الله اهدي ما خطته يميني في هذه الصحائف عسى أن يكون فيها رضا الله ورضاك وتنفعني في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الصفحة 5
223