كتاب حكم تارك الصلاة - العثيمين

كان غير معذور بجهل.
وكما أن كفر تارك الصلاة مقتضى الدليل السمعي الأثري, فهو مقتضى الدليل العقلي النظري.
فكيف يكون عند الشخص إيمان مع تركه للصلاة التي هي عمود الدين, والتي جاء من الترغيب في فعلها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بها ويبادر إلى فعلها. وجاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يحذر من تركها وإضاعتها؟ فتركها مع قيام هذا المقتضى لا يبقي إيماناً مع التارك.
فإن قال قائل: ألا يحتمل أن يراد بالكفر في تارك الصلاة كفر النعمة لا كفر الملة؟ أو أن المراد به كفر دون الكفر الأكبر؟ فيكون كقوله صلى الله عليه وسلم: "اثنتان بالناس هما بهم كفر: الطعن في النسب, النياحة على الميت" 1. وقوله: "سباب المسلم فسوق, وقتاله كفر" 2 ونحو ذلك.
قلنا: هذا الاحتمال والتنظير له لا يصح لوجوه:
__________
1 رواه مسلم، كتاب الأيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب رقم 67.
2 سبق تخريجه.

الصفحة 13