كتاب القاموس المحيط

[مُقَدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ] (*)
الْحَمْدُ لِلَّهِ مُنْطِقِ الْبُلَغَاءِ بِاللُّغَى فِي الْبَوَادِي، وَمُودِعِ اللِّسَانِ أَلْسَنَ [أفصح] اللُّسُنِ الْهَوَادِي، وَمُخَصِّصِ عُرُوقِ الْقَيْصُومِ [نبات عطري] ، وَغَضَى الْقَصِيمِ [نوع من الشجر] بِمَا لَمْ يَنَلْهُ الْعَبْهَرُ وَالْجَادِي [نباتان] ، وَمُفِيضِ الْأَيَادِي بِالرَّوَائِحِ وَالْغَوَادِي، لِلْمُجْتَدِي وَالْجَادِي، وَنَاقِعِ غُلَّةِ الصَّوَادِي [ظمإ الظامئين] بِالْأَهَاضِيبِ الثَّوَادِي [الغزيرة المياه] ، وَدَافِعِ مَعَرَّةِ الْعَوَادِي بِالْكَرَمِ الْمُمَادِي، وَمُجْرِي الْأَوْدَاءِ [الأودية] مِنْ عَيْنِ الْعَطَاءِ لِكُلِّ صَادِي، بَاعِثِ النَّبِيِّ الْهَادِي، مُفْحِمًا بِاللِّسَانِ الضَّادِيِّ كُلَّ مُضَادِي، مُفَخَّمًا لَا تَشِينُهُ الْهُجْنَةُ وَاللُّكْنَةُ وَالضَّوَادِي [الكلام القبيح] ، مُحَمَّدٍ خَيْرِ مَنْ حَضَرَ النَّوَادِيَ، وَأَفْصَحِ مَنْ رَكِبَ الْخَوَادِيَ [الإبل أو الخيل السريعة] ، وَأَبْلَغِ مَنْ حَلَبَ الْعَوَادِيَ [الإبل التي تأكل الحَمض] ، بَسَقَتْ دَوْحَةُ رِسَالَتِهِ فَظَهَرَتْ عَلَى شَوْكِ الْكَوَادِي [الأراضي الصلبة] ، وَاسْتَأْسَدَتْ رِيَاضُ نُبُوَّتِهِ فَعَيَّتْ [أعجزت] فِي الْمَآسِدِ اللُّيُوثَ [الأُسُود] الْعَوَادِيَ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ نُجُومِ الدَّآدِي [الليالي المظلمة] ، وَبُدُورِ الْقَوَادِي، مَا نَاحَ الْحَمَامُ الشَّادِي،
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين في هذه المقدمة هو تفسير للغريب لهذه النسخة الإلكترونية

الصفحة 25