كتاب صلاة الغائب

المسألة الثانية: من هو الغائب الذي تصلى عليه صلاة الغائب؟
إختلف الفقهاء القائلين بجواز صلاة الغائب في تحديد من هو الغائب الذي تصلى عليه صلاة الغائب على قولين:
القول الأول: تصلى صلاة الغائب على من كان غائبا عن البلد الذي تقام فيه الصلاة بأن يكون في محل بعيد عن البلد بحيث لا ينسب اليها عرفا (¬1).
وقالوا لا تجوز صلاة الغائب إذا كان الميت في البلد وهذا هو المعتمد عند الشافعية والحنابلة (¬2) ودليلهم على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على حاضر في البلد إلا بحضرته كما قال الامام النووي (¬3) بالإضافة إلى أنه لا مشقة في الحضور إلى محل الصلاة على الميت بخلاف الغائب عن البلد.
القول الثاني: تجوز صلاة الغائب على من كان حاضراً في البلد كما لو كان في بلد آخر وهو قول الشافعية وبعض الحنابلة وخص بعض الشافعية الجواز للمعذور لمرض أو زمانة أو حبس (¬4) وجزم به إبن أبي الدم الحموي في المحبوس (¬5).
¬__________
(¬1) تحفة المحتاج 1/ 323.
(¬2) المجموع 5/ 253، نهاية المحتاج 2/ 182، تحفة المحتاج 1/ 323. الفتاوى الكبرى الفقهية2/ 4.
(¬3) المجموع 5/ 253، مغني المحتاج 2/ 27.
(¬4) المجموع 5/ 253، نهاية المحتاج 2/ 182، الشرح الكبير2/ 354.
(¬5) مغني المحتاج 2/ 28.

الصفحة 53