كتاب معنى لا إله إلا الله ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع

{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} 1.
فَلَا يجمع النَّاس سوى عقيدة الْإِيمَان والتوحيد الَّتِي هِيَ مَدْلُول لَا إِلَه إِلَّا الله وَاعْتبر ذَلِك بِحَالَة الْعَرَب قبل الْإِسْلَام وَبعده.
2 - ـ توفر الْأَمْن والطمأنينة فِي الْمُجْتَمع الموحد الَّذِي يدين بِمُقْتَضى لَا إِلَه إِلَّا الله لِأَن كل من افراده يَأْخُذ مَا أحل الله لَهُ وَيتْرك مَا حرم الله عَلَيْهِ تفاعلاً مَعَ عقيدته الَّتِي تملئ عَلَيْهِ ذَلِك فينكف عَن الاعتداء وَالظُّلم والعدوان وَيحل مَحل ذَلِك التعاون والمحبة والمولاة فِي الله عملا بقوله تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} 2.
يظْهر هَذَا جلياً فِي حَالَة الْعَرَب قبل أَن يدينوا بِهَذِهِ الْكَلِمَة وَبعد مَا دانوا بهَا فقد كَانُوا من قبل أعداؤ متناحرين يفتخرون بِالْقَتْلِ والنهب وَالسَّلب فلماذا دانوا بهَا أَصْبحُوا إخْوَة متحابين كَمَا قَالَ تَعَالَى:
__________
1 - الْآيَة رقم (53) . من سُورَة الْمُؤْمِنُونَ.
2 - الْآيَة رقم (10) . من سُورَة الحجرات.

الصفحة 42