كتاب الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث

عن خالد بن معدان «1» عن أبي أمامة قال:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفعت المائدة من بين يديه يقول: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مودع «2» ولا مستغنى عنه «3» ربنا» «4» .
184- حدثنا أبو بكر/ محمد بن أبان «5» / حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي. عن بديل بن ميسرة العقيلي. عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أم كلثوم عن عائشة قالت:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الطعام في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو سمى لكفاكم» «6» .
185- حدثنا هناد ومحمود بن غيلان. قالا: حدثنا أبو أسامة «7» عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة «8» عن أنس بن مالك قال:
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها» «9» .
__________
(1) خالد بن معدان: الكلاعي الحمصي، فقيه كبير الشأن ثبت مهيب مخلص خرج له الستة.
(2) مودع: بضم الميم وبتشديد الدال المفتوحة: أي غير متروك ذلك الحمد بل الاشتغال به دائم من غير انقطاع كما ان نعمه سبحانه لا تنقطع عنا طرفة عين، وفي رواية البخاري (غير مكفي ولا مودع) قال الخطابي: ومعناه (غير محتاج إلى أحد بل هو الذي يطعم عباده ويكفيهم) وقيل غير ذلك.
(3) أي لا يستغني عنه أحد.
(4) أخرجه ابو داود برقم 3849 والبخاري والنسائي وابن ماجه في الأطعمة برقم 3284.
(5) محمد بن أبان: يلقب حمدويه، حافظ مكثر. وثقه النسائي وغيره توفي سنة 244 هـ. خرج له الجماعة.
(6) أخرجه أبو داود والترمذي في الأطعمة برقم 1851 وابن ماجه وابن حبان في صحيحه. وهذا الحديث يدل على أن التسمية فيها بركة في الطعام وان عدم التسمية فيها محق للبركة.
(7) أبو أسامة: حماد بن أسامة الكوفي القرشي مولاهم المشهور بكنيته، ثقة ثبت، ربما دلس، من كبار الطبقة التاسعة توفي بالشام هاربا من القضاء. خرج له الجماعة.
(8) سعيد بن أبي بردة: بن أبي موسى الأشعري الكوفي، الحافظ مولى بني هاشم، كان حجة. خرج له الستة.
(9) أخرجه الترمذي في الأطعمة برقم 1817 وأحمد والنسائي ومسلم.

الصفحة 119