قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد «1» : ألا كل شيء ما خلا الله باطل «2» .
وكاد أمية «3» بن أبي الصّلت أن يسلم» «4» .
233- حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان البجلي «5» قال:
«أصاب حجر إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فدميت فقال:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت «6»
حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس عن جندب بن عبد الله البجلي نحوه:
__________
(1) لبيد بن أبي ربيعة العامري قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد قومه، كان شريفا في الجاهلية والاسلام نزل الكوفة مات سنة 41 هـ وله من العمر 140 سنة، وهو من فصحاء العرب وشعرائهم ولما أسلم لم يقل شعرا، وقال يكفيني القرآن.
(2) والبيت هكذا:
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
(3) الثقفي أدرك الاسلام ولم يسلم، وكان أمية هذا ينطق بالحقائق ويؤمن بالبعث ويتعبد بالجاهلية. مات في حصار الطائف. وقال عنه صلى الله عليه وسلم: «آمن شعره وكفر قلبه» .
(4) أخرجه الترمذي في الأدب برقم 2853 والبخاري ومسلم في كتاب الشعر برقم 2256 وابن ماجه في الادب برقم 3757.
(5) البجلي. بفتح الباء والجيم نسبة إلى قبيلة بجيلة. له صحبة، خرج له الجماعة.
(6) أخرجه الترمذي في التفسير حديث رقم 3342 ومسلم في الجهاد باب مالقي الرسول صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين ك 32 ب 39 ح 1796/ أنظر شرح مسلم للنووي 12/ 154 وأخرجه البخاري في الجهاد باب فضل من يصرع في سبيل الله، وفي كتاب الأدب. وهذا الشعر لابن رواحة قال في غزوة مؤتة فأصيب باصبعه فارتجز وجعل يقول:
هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
يا نفس، إلا تقتلي تموتي ... هذا حياض الموت قد صليت
وما تمنيت فقد لقيت ... إن تفعلي فعلهما هديت
ثم ثبت حتى استشهد، وتمثل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله.